هل توجد سعادة بدون شريك حياة؟ السعادة في أغنية لم تسمعها

عن-السعادة-سر-السعادة-شريك-الحياة-السعادة-الحقيقية


في رحلة البحث عن السعادة اللي كل ما تقرب منها تحس إنها سراب، وبعد قراءة عشرات المقالات عن السعادة الحقيقية اللي بتكون مليانة حشو عن كل حاجة عن السعادة إلا إزاي تكون سعيد، وبعد تحميل مئات العبارات والنصائح عن سر السعادة اللي بتبتدي غالباََ ب"السعادة هي"، بتكتشف حقيقة عن السعادة عميقة جداََ وهي:

إن السعادة متوقفة على حالة بطن قائلها، صايمة ولاشبعانة! 

أشرحلك..


سر السعادة في بطن صاحب السعادة: 

الكاتب لو هيتكلم على معدة فاضية، هتلاقي السعادة عندة بيتزا وكريب مشكّل لحوم، والحلو شيكولاه دارك وآيس كريم وبطاطا سخنة ومكسرات! السعادة عنده عبارة عن تكرار  لمصطلح "هرمون السعادة" ومشتقاته، فبتستنتج في آخر المقالة إنه كان بيلعب معاك بسؤال:

اذكر كم مرة قلت لك سعادة بسبب وبدون سبب؟ 

تكرار  سخيف لكلمة السعادة بدون إضافة، زي اللي أنا بعمله معاك لغاية دلوقتي! 

لكن لو كان الكاتب شبعان ومتغذي كويس قبل المقالة، هتلاقي السعادة عنده الدنيا حلوة يا أهبل! آه والله زي ما بقولك كدا. تلاقي محور السعادة عنده هو الافراط في ترديد سمج لكلمات الشاعر إيليا أبو ماضي :  

أيهذا الشاكي وما بك داء.. كن جميلًا ترى الوجود جميلا!

لأن الكاتب صاحب السعادة، شبعان ومتغذي كويس فقادر يستمتع بحاجات أنت مش فاهم إيه سر الجمال فيها، وإيه أصلاََ علاقة جمالها بسعادتك؟يعني الأشياء جميلة لنفسها، أنت استفدت إيه؟ 

السما مُرصّعة بلآلئ نجوم، ومشتل زهور الربيع مريح للعين، وليه ريحة مميزة، والكوكب شكله حلو في وثائقيات ناشيونال جيوغرافيك، وأنت نقطة في بحر الكون العظيم العملاق، والكون جواك، وكلام كبير أوي بتحس إن شكله حلو، بس أنت مش عارف تحط إيدك على ..

هي فين برضو السعادة؟ 

الكون كله زي الفل، بس أنا مش مبسوط! 


أغنية القرن ال20 عن معنى السعادة الحقيقية:

وبعد بحث عميق هيدوم سنين، هتكتشف إن الطريق للسعادة الحقيقية كان مكتوب في أغنية يرجع تاريخها لعام 1946. وبالرغم من إن احتمالية سماعك ليها ممكن تكون منعدمة، ولو محظوظ ممكن تكون سمعت منها نسخة الستينات بصوت دين مارتن أو فرانك سيناترا. 

لكن الأغنية الأصلية من تلحين وغناء Russ Morgan وهي مرفقة بالأسفل، 

وهذه هي ترجمتي للأغنية: 

أنت لا أحد حتى يحبك أحدهم! 

أنت لا أحد حتى يهتم!

ربما تكون ملِكاََ وتملك العالم وذهبه

لكن الذهب لن يجلب السعادة حين تشيخ وحيداََ

العالم سيظل كما هو، لن يتغير أبداََ  

حقيقة واضحة كبريق النجوم في السماء

أنت لا أحد حتى يحبك أحدهم 

فابحث لنفسك عن شخص ما لتحبه! 

بالرغم من إنك مش هتلاقي في الأغنية أي إشارة لكلمة سعادة، لكنها أصبحت حجر الأساس لمفهوم السعادة اللي تبنته كل الروايات والأفلام الرومانسية وأصبح عنوان المدرسة الرومانسية الحديثة. ومع الوقت بتبدأ تُعيد تشكيل وتصحيح مفاهيمك عن السعادة، وبتدرك بالخبرة في الحياة إن أساس الجملة هي البحث عن السعادة أحدهم!

وبتعترف لنفسك ضمنياََ، هو احنا نسوى إيه من غير حد يحبنا؟ 


سر السعادة في كتب علم النفس:

بتبتدي رحلة البحث بقلب بِكر عن أحدهم، فبتلاقي السوق فيه بضاعة فاسدة كتيرة. بداية من رحلتك في الطفولة حتى اللحظة اللي بتقرأ فيها دلوقتي بداعي الملل وبتشوف إيه الجديد في السوق عن السعادة، مستحيل تنسى رصيدك من الألم في تجارب سيئة مع الأشخاص في حياتك اللي بتعلمك إنك تكون سعيد مع حالك.

وبالفعل الوجع بيقود لحب الاطلاع والمعرفة اللي كانت نقصاك، فبتلاقي تقريباََ كل كتب علم النفس  وتطوير الذات بتؤيد نظرية "كل لنفسك كل شئ". ولو مصدر سعادتك شخص تاني، هتفضل طول عمرك عبد الانتظار والمزاج السئ ..لأنك لواحدك تعيس!  

فبتعلن فجأة نضجك النفسي وبتتعاهد على إنك تعيش لواحدك، فبتلاقي الوحدة النفسية محيطة بيك وصابغة حياتك بلون أسود فحمي لاينفذ بصيص ضوء. وبتحس إنك محتاج مشاركة عميقة لكل تفاصيل حياتك، لكن في نفس الوقت خايف من الوجع والخزلان في التعلق بشخص ما يكون شريك لحياتك. 


الخوف من السعادة:  

انظر لهذه الصورة وتأمل ..

عن السعادة-سر السعادة- شريك الحياة


ثم تفحّص جمال هذه الصورة وتدبّر.

عن-السعادة الحقيقية-مع-شريك-الحياة-توأم الروح-السعادة الزوجية

هذا هو الفرق المخيف بين البرود العاطفي والتلذذ بكل لحظة جوار الحبيب، والجميل إنه بنفس الأداة، الموبايل!

الصورة الأولى هي الحب اللي أنت خايفة منه، لكن اللقطة التانية هي اللي أنت نفسك تعيشها. أنت عارف ومتأكد إن الحياة محتاجة مشاركة، لكن خوفك من التعلق والضغوطات النفسية هي اللي مخلياك بتكابر. 

لأن اختيارك لشريك حياتك ممكن يكون سبب تعاستك الأبدية، وممكن يكون نعيم الفردوس الأرضي. بس أنت معندكش طاقة تغامر وتجرّب حظك من جديد. 

ولأنك في عز الحاجة لمُعين نفسي يقويك، فتلاقي عينك وقلبك بيختار يصدق جبراََ إنك لواحدك سعيد، لأن الحب ضعف، وشهوة لحظية هتبتدي بجمال البدايات الشاهقة، وهتنتهي في سرير قاعد فيه لواحدك بتعيط على سذاجتك! 


السعادة الحقيقية في فهم مصطلح شريك الحياة: 

بعد قليل من النضج النفسي، بتيقن إن عُمرك ما هتحس بالسعادة وأنت عايش بدون حب.لكن فيه مصطلح مشوّه عندك، ومنتشر بكثرة في الوطن العربي خطأ. 

إن شريك الحياة هو زوج أو خطيب ديه كارثة فكرية بدافع ديني متعصب، غرضه فرض سلطة أبوية حمضانة وليس لها أي مُبرر غير الفهم الخاطئ للحب! 

 العقبة الحقيقية في طريقك للسعادة هي إنك حاصر كلمة شريك الحياة على " الارتباط الرومانسي" بشخص! مين قال إن شريك الحياة لازم تكون لابس دبلته في إيديك وبينك وبينه قصة حب تحت سقف بيت واحد؟ الأدق في التعبير هنا إنك مينفعش تعيش من غير توأم روح مقرب تشاركه كل ما يجول في خاطرك، ويدعمك أو ينهيك عن فعل ما. 

لو لقيت ذلك في الزواج .. توكّل على الله، 

لقيته في الصداقة ..خير وبركة، 

لقيته حتى في مرشد نفسي أو لايف كوتش .. مش عيب! 

المهم إنك تفضل فاكر قول الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق:

الحل الوحيد للمشاكل النفسية هو: لا تكن عاطلاً… لا تكن وحيداً


Photos Credit: sunmag.me, extracatchy.net, brightside.me

0 تعليقات