15 نصيحة لتعلم الصبر | تعلمي فن القضاء على التوتر والقلق


نصيحة-صبر-توتر-قلق-امرأة


مرتبة الصبر

من منا لا يدرك بأن الصبر من أهم الفضائل الواجب التحلي بها، ومع ذلك قد نفشل أحياناً كثيرة في المحافظة على هذه الميزة الرفيعة المقام دون أن نستطيع تحديد السبب وراء ذلك، 

لهذا، دعيني أسالك سيدتي هل تنطبق عليكِ الآية الكريمة

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ

لا داعي للإجابة الآن، لأنه من المهم بداية أن تدركي بأن الهدف الأساس للتحلي بالصبر هو أن تصبحي امرأة صبورة يكتنف حياتك  الشغف والسعادة والأمل والتفاؤل بعيداً عن التوتر والانفعال والقلق والخوف والاضطراب،

وكي لا يؤدي نفاذ الصبر  لديك الى الاحباط أو التوتر او القلق، سوف نرشدك الى عددٍ لا بأس به من النصائح التي تساعدك على التحلي بنعمة الصبر بحيث تصبحين امرأة صبورة تعطي حياتك المعنى الأجمل.

نصيحة 1:  أعيدي النظر في مفهومك لمعنى الحياة، ولماذا نحيا أصلاً وكيف ؟

قال الله تعالى في محكم التنزيل:

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ( سورة الملك/1 -2)

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام منوِّهاً إلى فضل هذه السورة:

"وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ أُمَّتِي : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك"

هل لاحظتِ معي التعبير الجميل الوارد في حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام "في قلب كل مؤمن" ؟ ولماذا ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام " قلب المؤمن" برأيك؟ 
ببساطة ، كي يلفت النظر الى أن لهذا القلب قيمة كبيرة عند رب العالمين لأنه موطن الصبر  ومن حقه أن يفهم معنى الحياة كي يحيا فيها بسلام وراحة بعيداً عن التوتر والألم والحزن والقلق.
لذلك، ما عليك سوى ان تغتنمي نعمة الصبر  كي تنعمي بالسعادة.

يقول الدكتور محمد راتب النابلسي :

"الله تعالى خيره كثير وعطاؤه بلا حدود وكلمة تبارك تعني تعاظم خيره، فربنا عزَّ وجل يبيِّن لنا أن خيره عظيم، وقدرته لا حدود لها، وأنه خلقنا ليُسعدنا، وخلقنا لجنةٍ عرضُها السموات والأرض، الكون في الأصل مبنيٌ على إسعاد الإنسان.

وهذا يعني أن الكون برمته قد سُخر من أجل ... سعادتك، وما عليك سوى أن تتمهلي كي تعيشي هذه السعادة.

نصيحة 2: كوني يقظة وإعلمي ما السبب في الشعور بعدم جدوى الحياة ؟

أحياناً، لا بل في غالبية الأحيان، نشعر بالقلق دون سبب، ويسيطر علينا التوتر لأتفه الأسباب، نسعى لمعرفة ما يحصل معنا ونفتش عن الإجابات البليغة في "الأعماق" كي نشعر بقيمتنا أكثر وبأن للجواب قيمة في حين أن الجواب قد يكون "بسيطاً " للغاية وفي أعماق هذه البساطة تكمن أهميته.

حين تفكرين بأنك لست سعيدة أو غير قادرة على الصبر تجاه الأحداث من حولك أو أن حياتك نفسها ينقصها "الشغف" أو الجدوى" إعلمي بأن هناك خلل ما ، ولكن إطمئني، هذا الخلل يمكن إصلاحه وبسرعة أيضاً.
قد تبدو لكِ الحياة دون جدوى، لأنك لا تمارسين فيها دورك الذي خُلقتِ من أجله، وبغض النظر عن نوع هذا الدور ، فهو الأساس الواجب الإنطلاق منه، هو المسؤولية التي من المفترض أن تتحملينها وتقبلين بأن تكون ملقاة على عاتقك، فأنت لستِ مجرد مخلوق، وُجد بالصدفة كي يقوم بنزهة وإنتهى الأمر.

الحياة يا عزيزتي تتطلب منك أن تتقني فن الصبر الجميل كي يكون لكِ حضوراً مميزاً ودوراً رائداً، ليس بالضرورة أن تكوني رائدة فضاء طبعاً ولكن لا بد وأن تدركي جيداً ما الذي عليك القيام به ولن يتحقق ذلك ما لم تكوني صبورة ويقظة ومدركة لكل ما يجري في حياتك.

ومن المفيد هنا أن نتعرف على آراء بعض الأشخاص الذين تركوا بصمتهم في هذه الحياة، ونطلّع على آراءهم كي يتضح المشهد أمامنا أكثر.

يرى المفكر الكندي وبروفيسور علم النفس جوردن بيترسن بأنه:

" عليك ( الإنسان) أن تتحمل المسؤولية كي تكون لحياتك معنى وإلا فأنت مجرد شخص بلا فائدة وبلا معنى وستنظر لنفسك بإزدراء وإحتقار ومن ثم تدخل في دوامة من العدمية عندها بالتأكيد سوف تكون حياتك بلا جدوى.

ويكمل هذا المفكر  قوله: 

وإذا أردت أن ترى نفسك في المستقبل لا بد وأن تجيب على السؤال التالي "ما هي القيمة العليا التي أتبناها" ( التي تعود بالنفع والخير عليك وعلى عائلتك وعلى محيطك وعلى مجتمعك وتساعدك للوصول الى النجاح والتقدم والتطور هذه القيمة يجب أن تغطي كافة مجالات حياتك)
عليك بذل الجهد ، فأنت مخلوق للقيام بشيء ما وعندما لا تقوم به تشعر بالضياع وبأن هناك شيء ما ينقصك".

ولعل أهم ما أورده بيترسن بالنسبة لهذه المسألة هو أن

 " المرأة تعرف ما يجب عليها فعله في حين أن الرجل عليه أن يكتشف ما يجب عليه فعله وإلا فإنه سيبقى كطفل دون أن ينضج ".

وأما عن دورنا في هذه الحياة فقد جاء في القرآن الكريم :

وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ( القصص /77).

وهذ معناه أن كلّ شيءٍ آتاكِ الله إياه إنما آتاكِ إيَّاه لهدفٍ واحد هو: الإستثمار وليس الإستهلاك، بمعنى أن تستثمري كل طاقاتك، إمكانياتك، مهاراتك، مؤهلاتك للقيام بالعمل الصالح ، الذي يتعدد بتعدد الأنفاس وما عليكِ سوى حُسن الإختيار وبذلك تحققين السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.

لذلك، لا تتركي مجالاً للشك والتردد وحتى التوتر والقلق والتعب أن يحفروا أنفاقاً داخل قلبك وعقلك ووجدانك، لأنه مهما بدت لكِ الظروف صعبة أو غير سهلة كوني على يقين بأن الله تعالى سوف يمدك بالصبر ويعطيك الصلابة اللازمة ويدعمك للقيام بما يجب عليه فعله، 

وفي هذه النقطة فقد ورد عن الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام:

اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ .

ولا شك عزيزتي بأنك ميسرة لعمل أهل السعادة، السعادة التي تعيش على المحبة والحكمة والمعرفة والتصالح مع الذات والإحسان والتسامح بعيداً عن كل ألم أو تشنج أو قلق.
وفي وصيته الأخيرة لخص العالم بيرتراند راسل الحياة الجيدة أو الطيبة بأنها:

 الحياة المستوحاة من الحب وتسترشد بالمعرفة وتقوم على التسامح والإحسان، فالحب حكيم والحقد حماقة.

إتفقنا إذا بأن الحياة مرحلة هامة من مراحل المشوار الأزلي، وكي نتمكن من فهمها جيداً والتعامل مع متغيراتها المتسارعة لا بد وأن نتحلى... بالصبر وأن نبتعد عن أجواء التوتر الذي يتلف أعصابنا والقلق الذي يدمر أحلامنا ، والخوف الذي يهشم طموحاتنا... لأن كل ذلك دليل على سوء الظن بالله سبحانه وتعالى، 

نصيحة 3: إقبلي واقعك كما هو  

هدفك في الحياة ليس وهماً، بل هو أكثر من مجرّد حلم جميل ستعيشين حياتك دون تحقيقه، إنّه في الحقيقة الوسيلة المثلى كي تعيشي حياة ملؤها السعادة والصفاء والنجاح وتحقيق الإنجازات.
حين تقتنعين بأنك لا بد وأن تتحملي المسؤولية وتنطلقين لبناء حياة أجمل، حينها سوف تدركين أن مراتب الدنيا والآخرة وغاياتها تحتاج منك للصبر، ما يعني بأن عملية الصبر ما هي إلا عملية إختيار واضح وإلتزام جدي بضرورة دفع الثمن للوصول الى الغاية المتوخاة في الدارين، الدنيا والآخرة على حدٍ سواء،
وحينما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث:

 "الإيمان نصفان نصف صبر، ونصف شكر" 

 وفي حديث آخر:

" الإيمان هو الصبر " 

فهذا يعني بالتأكيد بأن الحياة تتطلب منك بأن تفهمي الواقع الحالي جيداً كي تتمكني من تحدي المستحيل ومواجهته من أجل مستقبل أفضل ، وهذا هو المقصود بالصبر هنا، الصبر  الجميل والكفيل بالقضاء على أي توتر أو أوهام أو هواجس أو مخاوف أو قلق لا مبرر لهم.
" فإلإرادة القوية لا تُقهر أبداً " (هيلين كيلر أدبية أميركية، فقدت السمع والبصر منذ نعومة أظافرها، ولم يستطع أحد أن يساعدها في التعلم سوى مربيتها ساليفان إلا أنها استطاعت أن تضع اسمها بين أكثر النساء الملهمات تأثيرًا في التاريخ، بقوة عزيمتها، وأعمالها الخيرية والأدبية، حتى غدت رمز للمرأة القوية الصبورة التي لا تقهرها الظروف العصيبة).

نصيحة 4: إبحثي عن "تجارب" واقعية تعلمك الصبر.

دعيني بداية أستعرض لكِ ولو بصورة موجزة تجارب نساء عربيات عملن في أهم المجالات على الإطلاق وأقصد به المجال الإنساني في أصعب الظروف وفي أخطر المناطق،

· تجربة إمرأة من القدس/ مها صيداوي، تعمل على لم شمل العائلات لمدة 20 عام:

عندما أبدأ في العمل على مساعدة امرأة أو طفل بجمع شملهم مع أسرهم بعد سنوات من الانفصال، تنشأ بيننا علاقة خاصة، وأنا أتفهم حالتهم وحاجتهم الماسة لشخص ما أن يأخذ بيدهم لتحقيق حلمهم في التواصل مع أسرهم مرة أخرى، وظيفتي ليست وظيفة عادية انها وظيفة من القلب الى القلب.
جيل اليوم من النساء جيل جيد التعليم، مدرك لحقوقه، ويمتلك الشجاعة للتعبير عن أفكاره انها مسؤوليتنا أن نلاحق أحلامنا.

· تجربة إمرأة من رام الله/ سهى مصلح مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رام الله:

العمل في المجال الإنساني أثّر الى حد كبير على حياتي وتوجهي في الحياة كما جعلني أرى الإيجابية في كل شيء تقريباً. كانت الشجاعة والنزاهة والصبر هي المكونات الرئيسية على طول الرحلة، أعتقد أن النساء قياديات بالفطرة

وهناك مجال آخر رائع أيضاً هو علم الآثار ومتعة البحث والإستكشاف.
· تجربة إمرأة من تونس /د. هاجر كريمي:

على من يفكّر في ممارسة مهنة التنقيب أن يتحلّى بروح المغامرة والصّبر ودقّة الملاحظة لينجح في عمله الميداني، وقد عُيّنتُ باحثة آثار في المعهد الوطني للتّراث، وكلّفتُ بمهمات عديدة فأنا أمسك الفأس والملعقة والفرشاة، وأفتح القبور، وأنزل إلى الحفر المظلمة والدّواميس.

· تجربة إمرأة من مصر/ د. شيماء محمود:

د. شيماء محمود، باحثة في الآثار الإسلامية والقبطية، توثقها لتاريخ لا رجعة فيه، وتعمل في علم الحفائر، ومنها علم المتاحف وعلم العمارة وعلم التصوير:

"هو مجال يملؤني شغفاً، أستمتع فيه من خلال ما أقوم به من اكتشاف وتوثيق وإعلان، والشغف وحده، هو الذي جعلني أختار هذا الجانب، كنت دائمة الزيارة للمعالم الأثرية الموجودة حولنا من الآثار الإسلامية بقاهرة المعز، وقد شاركت في تطوير المتحف الإسلامي والمتحف الحربي، واكتشفت مخطوطاً نادراً لم يوجد مثيل له عن علم الحرف والعدد والكلام، وتم توثيقه ونشره في مؤتمر اتحاد الأثريين العرب في دورته الـ 24، وقد لاقى إشادة من الخبراء الحاضرين في المؤتمر"

تشجع د. شيماء الفتيات على دخول هذا المجال الحيوي، فمن خلاله يمكن الدخول إلى علوم كثيرة، مثل علوم الاقتصاد والتجارة والطب، وتعلّق "أنا بصفتي أمّاً عندما أعلم أبنائي الانتماء للوطن فلا يتأتى ذلك إلا عن طريق التراث، أهم علوم الإنسان التي تبني الأجيال والأمم".

وأنتِ عزيزتي هل فكرتِ بأن تكوني من فئة النساء الملهمات الصابرات كي تحصلي على كل ما تريدين وتتمنين؟ وهل حلمتِ يوماً بأن تكوني شعلة تضيء حياة الآخرين وتبعدهم عن الأجواء السلبية المغلفة بالتوتر والقلق المستمرين؟

كثيراً ما أسمع وأنت أيضاً تسمعين:

"نحن في عصر السرعة، فلنفكر بشيء سريع يجذب الناس دون ملل، ولتكن نقاشاتنا مختصرة وقراراتنا أيضاً سريعة،  فالحياة لا تنتظر أحد!".
كم مرة ومرة ترددت هذه العبارات على مسامعكِ ؟
وهل هذا صحيح برأيك؟ أو يستدعي النظر فيه؟

نحن لسنا ضد التطور ، بما فيه السرعة طبعاً ... لا التسرع.
ولكن لماذا كل هذه السرعة أصلاً؟ حتى أصبحنا دوماً على عجل ؟

ليس بالضرورة ان تمشي كالسلحفاة ولكن تمهلي... أكثر وكوني صبورة كي تتخلصي حقاً من تفاهات الأخبار السطحية التي تشحنك بطاقات سلبية من توتر وخوف وهلع وقلق ورغبة في الهروب نحو  المجهول... تسلحي بالمعرفة ذات القيمة التي تأخذ بيدكِ نحو الحكمة:

وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ( البقرة 269).

إذا، لتكن خياراتك مبنية على ضوء التمعن والتأني والتفكير العميق الذي يحتاج فعلاً بذل الجهد والوقت معاً.

وبداية أحب لفت نظرك إلى أن التمهل ودراسة اي أمر بشكلٍ متقن يحتاج للوقت وكذلك الأفكار الثمينة والتجارب الحياتية المعبرّة، تحتاج الوقت وتحتاج الصبر للإستمرار .

وأعود وأكرر هل سألتِ نفسك عزيزتي إن كنت أنتِ بالذات إمرأة صورة أو تنتمين الى هذه الفئة القادرة على الصبر  والعناد الإيجابي والإنجاز لترك بصمة هامة في حياتها وحياة الآخرين؟
ولا بد هنا من التنويه إلى أن معنى الصبر ليس مرادفا بالضرورة للإبتلاء والمصائب والويلات والكوارث ... أبدا ،

الصبر هو ميزة رفيعة المستوى،
الله سبحانه وتعالى كرّم كل إنسان إتسم بها وحاول - قدر المستطاع- أن يكون من الصابرين.

لذلك، أدعوك عزيزتي كي تتمهلي كي تلهمي نعمة الصبر وتتخلصين نهائياً من التوتر والقلق والهم والتسرع والانفعال.

نصيحة 5- إستمتعي بتفاصيل حياتك وإبتسمي من قلبك

العديد من المواقف الحياتية العصيبة التي تواجهك هي في الحقيقة مضحكة بطبيعتها، لذلك لا تأخذي كافة الأمور على محمل الجد، لا تتوتري بسرعة ولا تواجهي أي موقف بالغضب والقلق والصراخ والهلع والتوتر والعصبية، بل إعتمدي المرح اللطيف نهجاً متميزاً لك، وثقي بأن هذا سيساعدك على ممارسة نعمة "الضحك" لأن الضحك هو من أهم المهارات التي تمكّنك من العثور على السبل الكيفية للتحلي بالصبر والسيطرة على الغضب.

نصيحة 6: عززي مهارات الإستماع النشط لديك

وهذا ما يُعرف بالإنصات،  فالاستماع النشط هو تكتيك مهم لمن يريد أن يروض نفسه على الصبر مع الآخرين، لأن الإصغاء لما يقوله الآخر، سيجعل منك امرأة متعاطفة ، صبورة ، معطاءة، تسعى للمساعدة وهذا بحد ذاته ذكاء عاطفي رفيع المستوى يجنبك الانفعال والتوتر ويساعدك على الحفاظ على هدوئك ورصانتك، لا سيما في المواقف الصعبة والمحرجة.

نصيحة 7: تذكري إيجابيات الآخرين وليس فقط السلبيات

ما يجعلك أحياناً امرأة غير صبورة تشعر بالقلق تجاه الآخرين هو التركيز الدائم على سلبياتهم بحيث تتناسين أحياناً الميزات الايجابية الحسنة التي يتمتعون بها، لذلك تعوّدي قبول الآخرين، بأحلامهم وطموحاتهم وأفكارهم دون التوقف عند جميع التفاصيل. هذا الأمر بقدر ما يساعدك على بناء علاقات انسانية صحية ، يعزز لديك جهاز الصبر الذي بدوره يحفّزك لاستغلال الفرص كما يجب ، والتعامل مع الظروف من حولك بطريقة فعالة ومنتجة وناجحة بعيداً عن الانفعال والتوتر.

 نصيحة 8: تخلصي من الحمولة الزائدة

المرأة الصبورة هي المرأة القادرة على فهم الحياة جيداً، هي إمرأة ذكية تدرك بأن البكاء على الاطلال لا يجدي نفعاً كما ان الشكوى والتذمر والتوتر المستمر  نتيجة الأحداث الماضية يجعلها ورقة في مهب الريح، لذلك، كوني إمرأة صبورة تلقي بأعباء الماضي خلفها دون أية رجعة بحيث لا تفكر بالإلتفات الى الوراء...إلا لاكتساب الخبرة الكافية. تابعي مسيرتك وقرري بأن كل ما هو خلفك يجب أن يدفعك للتقدم لا للتذمر أو التأخر أو القلق أو نفاذ الصبر  والتململ، تقدمي، فالصبر سلاحك، وهو من أجمل الصفات التي تميّزك عن غيرك.

نصيحة 9: كوني عادلة مع نفسك وأيضاً مع غيرك

عندما تسعين لتحقيق أهدافك ، كوني ملتزمة ومثابرة وجدية، تعاملي مع نفسك ومع الآخرين وفق أسس العدل لا الظلم، عّودي نفسك على الإلتزام بالقيم والمبادىء التي تعكس للآخرين صورة المرأة الصبورة ذات البصيرة والقدرة، فالصبر دليل العدالة ووجه من وجوه الحق، فلا تتسرعي ، بل كوني يقظة حذرة ونشيطة، ولا تظلمي نفسك عندما لا تتحقق النتائج التي خططت لها، بل حاولي مجدداً وكوني صبورة مع نفسك كي تنطلقي وتنجزي وتبدعي.

نصيحة 10: كوني أنتِ ...القدوة 

ضعي أهدافاً طموحة ولكن لا تخافي الفشل، وكي لا تصابي بالإحباط والتوتر تعلمي تقسيم أهدافك الكبيرة الى أهداف صغيرة، وعندما تتراكم هذه الأهداف فمن المرجح أن الهدف العظيم سوف يتحقق فلا تقلقي. هذا الأسلوب سيساعدك على التقدم وتحسين صبرك على المدى الطويل والقضاء نهائياً على القلق لأن إعتماد المرونة هو من ميزات المرأة الصبورة الطموحة والمعطاءة أيضاً.

نصيحة 11: أظهري التعاطف مع نفسك

أن تكوني قدوة في صبرك ونضالك، ليس معناه على الإطلاق أن تكوني قاسية مع نفسك، تعودي على اللطف عند التعامل مع ذاتك لا سيما عند إرتكاب الأخطاء أو الفشل في وضع المخططات أو حتى عند التنفيذ، عبّري عن مشاعرك وتحدثي مع أعماق قلبك بكل طيبة وحنان وتعلمي من الهفوات التي تصادفك وامضٍ قُدماً ودون أي حرج، ودائماً أظهري  التعاطف مع صديقتك المفضلة وهي بالتأكيد "أنتِ".

نصيحة 12: ركزي على الأولويات التي تعنيكِ

لتحسين مستوى الصبر لديك، تعلمي إعتماد قائمة المهام ،بحيث تعطين الأولوية للأمور التي ترفع من إنتاجيتك، وبإمكانك هنا الاستفادة من  مبدأ أو قاعدة باريتو.

نصيحة 13: حاسبي... نفسك

من أهم صفات المرأة الصبورة قدرتها على التوقف أمام المسائل التي تصادفها يومياً بحيث تتقن فن محاسبة النفس دون اي مبالغة وأيضاً دون اي إهمال أو تقصير، لأنها تدرك جيداً أن السلوك الحسن يحتاج دوماً للتقييم بهدف التقويم حيث يلزم وهذا هو الأسلوب الأنجع لتجاوز التوتر وعدم القلق بالنسبة للخطوات المستقبلية.

نصيحة 14: تحلي بالتنظيم... العاطفي

المرأة الصبورة الناجحة هي وحدها التي تعرف مكنونات قلبها وكيف تستفيد من عواطفها وكيف تديرها وفي اي اتجاه، وكيف تجعل القلق حافزاً للتقدم والتوتر سبيلاً للنجاح لأن المشاعر  بالنسبة لها هي من ركائز النمو الانساني والشخصي، لذلك، تعلمي الاصغاء لصوت العاطفة ، فهي بالتأكيد ستضفي على شخصيتك الكثير من الجاذبية أيضاً.

نصيحة 15: قومي دوماً بتطوير ...صبرك 

كي تزدهر حياتك فعلاً عليك أن تتبني فكرة تطوير الصبر بإستمرار ، لأن هذه الميزة ليست للترف أو التباهي بل هي نوع من عقلية متقدمة تعرف أفضل السبل للعمل الجاد وما يتطلبه من طاقة ووقت وصبر وجهدٍ وبذلٍ وعطاء كي يؤتي ثماره. كوني صبورة ودللي نفسك بإستمرار وتأكدي من حصولك على وقت للراحة والهدوء والإسترخاء والتأمل والصلاة بكافة صورها ،  لا "تحرقي" نفسك، بل كوني واعية لماذا عليك أن تكوني صبورة.

خلاصة القول، لماذا عليكِ أن تكوني "صبورة"؟

أولاً، لأن الصبر نعمة ربانية عظيمة كما ذكرنا فالله سبحانه مع الصابرين:

"إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (البقرة 153)
وثانياً، أثنى تبارك وتعالى على الصابرين وبشرهم بالبركات:

 " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " (البقرة 155)

فهل حلمتِ يوماً بهذه المكانة ؟ الله جل جلاله وعظمته ...معك أنتِ، وأنتِ ممن وعدك الله تعالى وبشرك بكل ما هو جميل.

لذلك إعقدي النية أن تكوني من هذه الفئة المكرّمة المحظوطة شرط أن يكون الصبر في حياتك عادة ورغبة وقناعة وسلوك ومنهج حياة كي تترافقي مع المولى جل في علاه في شتى تفاصيل أنشطتك، وتذكري دوماً بأن الصبر، ليس عند "المصائب" فقط، بل هو منهج حياة وسلوك طبيعي يطبقه الشخص العاقل، سواء في طريقة العمل، أو قيادة السيارة، أو الدراسة المبنية على الفهم والإستيعاب والذي لا يكون إلا بالصبر، وحتى في أسلوب المأكل والمشرب كوني من فئة الصابرين أيضاً في شتى هذه التفاصيل وأكثر.

والمهم أن تتقني فن "الصبر" في كل عباداتك، وأهمها الصلاة.

لتكن صلاتك صلاة الصابرين العارفين لمعنى هذه العبادة الراقية،
فالله تعالى أمرنا:

 " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " ( البقرة 31) 

ولم يقل لنا "صلوا" لأن القيام بالشيء يستدعي اليقظة والصبر والقدرة على التحمل، ومتى عرفتِ مغزى ذلك، تغلبتِ على ضعفك عبر إستخدام مهارة... الصبر، لأن صلاتك أضحت مناجاة صادقة فيها كل معاني الخشوع والتضرع والحب لله سبحانه،

بعد ذلك عممي منهج الصبر على جميع تصرفاتك.
إهدأي عزيزتي وإعلمي بأنه ليس بالضرورة "إنتظار البلاء"... كي تصبري .
بل قرري بأن تتمهلي وأن تجعلي من الصبر منهج وسلوك يومي.

وحتى ولو تعبت، توترت ، تعثرت أو أخطأتِ أو ضاق صدرك يوماً وشعرت بأن القلق قد سيطر عليك وتملّك بك... لا مشكلة إطلاقاً، فالصبر ليس مجرد كلمات وشعارات، هو عبادة تحتاج للرفق والتمهل وعدم جلد الذات وإعلمي بأن الحياة جهاد وأجمل جهاد فيها الصبر الجميل، فالصبر هو الوجه الأرقى للحكمة والمعرفة الحقة.

0 تعليقات