٥ خطوات لوضوح الرؤية في حياتك | معنى الحياة للمرأة

                                               
رؤية-معنى-الحياة-للمرأة-خطوة

افتحي الأبواب المغلقة

هل لديك رؤية واضحة لما تريديه في حياتك؟

يقول سينيكا:

لا توجد رياح مؤاتية لأولئك الذين لا يعرفون إلى أين يذهبون

ولأن السعادة غايتك كي تنيري وجودك بنسمات جميلة تكون سبيلك للنجاح، للأمل، لصناعة حياة كلها معنى ، يجب أن تدركي جيداً بأن الحياة تحتاج منك وضوح الرؤية حول غايتك الأساسية وما الذي تريدين تحقيقه في حياتك.

هي الرؤية التي تعكس رغباتك وطموحاتك ورسالتك بحيث تقومين بما تؤمنين فعلاً أنه الدور المناسب لكِ، لأنه من غير المقبول أن تمضي أيامك وأنت ترددين في أعماق نفسك  لا زلتُ حتى الآن لا أعرف ما الذي أريده من هذه الحياة، وما الذي أريد تحقيقه من انجازات؟.

وإذا كنتِ عزيزتي تحلمين، كما أحلم أنا دوماً بحياةٍ ملؤها الشغف في كل لحظة، ما عليك سوى أن تضيفي الى لحظات يومك، قطرات من المعنى الجميل. ومن أجل تحقيق هذا الهدف دعينا نترافق سوياً في البحث عن معنى الحياة من خلال رؤية واضحة ومعرفة عميقة لذاتك الانسانية بحيث تعرفين ماذا تريدين، وتملكين الأحلام والرغبات والطموحات وتسعين بكل جهدك لتحقيقها رغم كل التحديات التي من الممكن أن تعترض سبيلك.

ما نقدمه لكِ الآن ، هو خطوات بسيطة ولكنها عميقة المعنى لإحداث التغيير المرجو في حياتك بمجملها بحيث تستطيعين بعد ذلك معرفة ما الذي تريدينه في حياتك وكيف تثبتين ذاتك بالطريقة المثلى.


الخطوة 1: اغتنمي الفرص المتاحة أمامك

لا يمكن لأي إنسان وضع رؤية واضحة ومفصلة من دون معرفة ذاته أولاً، ويُقصد بذلك الإمكانيات التي يملكها والقدرات التي يتمتع بها، والمؤهلات والميزات والعديد من المهارات التي يتقنها، هذه الأمور تساعد على تبيان نقاط القوة وأيضاً نقاط الضعف، ولكن يُلاحظ بأن البعض يتجاهل كلياً أو لا ينتبه أصلاً الى مسألة في غاية الأهمية وهي الفرص المتاحة أمامه وأحيانا تكون كافية وفائضة عما هو مطلوب بحيث تساعده فعلاً للتصدي للمخاطر التي قد يواجهها.

من هنا، لا بد لكِ عزيزتي من إمتلاك رؤية واضحة تأخذ بالحسبان كل الفرص التي يمكن الإستفادة منها للمضي قدماً وتحقيق الأهداف المرجوة.

قال رسول الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام 

اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك 

 يشتمل حديث "اغتنم خمسا قبل خمس " على خمس وصايا جوهرية، غايتها الأساس، كما يؤكد الفلاسفة على مر العصور،  أن ننعم في هذه الحياة بالراحة و"السعادة"لأن هذه الجوهرة الخالدة التي تُدعى السعادة هي نتاج الرؤية البراقة والواضحة ويمكن استخلاص ذلك من خلال تعريف مكسيم غوركي للسعادة:

تبدو صغيرة و أنت تمسكها بين يديك، و لكن اذا تركتها فستعرف فورًا كبر حجمها و مدى أهميتها   

وأنا أجزم لك عزيزتي، بأنكِ لن تتمكني من " إغتنام " الفرص التي تؤهلك للعيش بأمان وهناء وإستقرار و... سعادة، ما لم تتمهلي لمعرفة الرؤية الخاصة بكِ أنتِ وبالتالي إغتنام هذه الجواهر النفيسة، لذا عليك مراقبة جميع تصرفاتك كي تقومي فعلاً بالخطوات الصحيحة الفعّالة، وعندها فقط سوف "تستثمرين" كل طاقات النجاح قبل فوات الآوان ما يؤهلك لبناء مستقبل زاهر والمضي قدما بإتجاه تحقيق الوفرة والهناء لحياتك وكذلك حياة المحيطين بكِ.

هي الحياة بتجاربها وحلاوتها وخبراتها وتحولاتها، هي رسائل زاهية من الله عز وجل ...

حتى في أحلك الظروف وأصعبها أنتِ قادرة على ترك بصمة جمال تضفي المعنى اللطيف على حياتك وحياة من حولك والمضي قدما نحو عالم الابداع والنجاح والسعادة.

والأدلة على ذلك كثيرة جداً، منها تجربة فتاة في ربيع العمر  إسمها فاتن، كان أهلها يصفونها بالرسامة الموهوبة لأنها ومنذ الصغر كان الرؤية للمستقبل لديها واضحة وجليه، لأنها ببساطة كانت تعرف ماذا تريد، إلا أنه ونتيجة الظروف الصعبة التي مروا بها قامت بإستغلال موهبة الرسم كي تعمل في مهنة الدهان والرسم على الجدران لتحسين وضعها الاقتصادي وهي بذلك تركت بصمة جميلة لوّنت من خلالها حياتها وحققت مبتغاها واستثمرت الفرص المتاحة للمضي قدما بإتجاه الفرح والأمل والسعادة والعطاء حتى ولو كان ذلك من خلال ممارسة مهنة لم يسبق للمرأة أن مارستها، وهما أهمية الرؤية والمثابرة والعزيمة والاصرار.

 وعن طبيعة عملها في الدهان والرسم على الجدران تقول فاتن :

 لجأت إلى رسم لوحات فنية على الأبواب والجدران، سواء على جدران المدارس والصفوف أو جدران المنازل لمن يرغب بإضفاء لمسات فنية على منزله، كما عملت على طلاء جدران الغرف المنزلية والمدرسية، ولاحقاً صرت أحفر على الخشب دعوات الأفراح والزفاف، ولتطوير عملي وجعله يعود على بمردود مادي أفضل، قمت بتعليم بعض أخواتي البنات أعمال الدهان المنزلي والترخيم وهو نوع من أنواع الدهان أو التحديد والرسم.

لذلك، إعلمي عزيزتي بأن حياتك هدية المولى لكِ فهل عرفتِ معناها وقيمتها ؟ وهل تريدين أن تزداد بهاءً وضياءً كي تفخرين بها يوم العرض على خالقها؟ وهل تملكين رؤية ناصعة  لما تريدينه في حياتك بحيث تستطيعين من خلالها إخبار العالم أنك فعلاً تستحقين الهدايا وكل النِعم التي خصك الله تعالى بها؟ وهل أنتِ جاهزة في حال واجهتِ صعوبات للمضي قدما وعدم الاستسلام لليأس أو التسويف أو المماطلة؟ 

وتذكري جيداً بأنكِ:

أشجع مما تعتقدين، وأقوى مما تبدين وأذكي مما تظنين

بهذه الكلمات عبّر الكاتب الإنجليزي ألن ألكسندر ميلن عن حال كل امرأة تستهين بمقدرتها على تغيير العالم ولا تعرف كم هي ملهمة ومؤثرة وقوية.

وكي تزدادي قوة الى قوتك التي تتمتعين بها ، دائماً تذكري الرؤية التي تحدد هويتك الحقيقية ولا بأس إن قمتِ بتعديلها على ضوء أحلامك وطموحاتك وظروفك، فأنت وحدك القادرة على الإمساك بزمام الأمور.
وليس بالضرورة أن تبقى هذه الرؤية ثابتة، فليس هناك في هذه الدنيا من قانون منزل وثابت إلى يوم الدين لا يتغير بتاتاً سوى دستور واحد للعالمين هو كتاب رب العالمين، القرآن الكريم وتليه في المرتبة والأهمية السنّة النبوية المطهرة، وما دون ذلك قابل للتعديل،

شعاري في الحياة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" (هذا ما قاله أحد العلماء العظام/ الإمام الشافعي رضى الله عنه) وهذا فعلاً قانون من قوانين الحياة.


الخطوة 2: آمني بأن حياتك ذات قيمة بالغة

حين تتلقين هدية ما من شخص عزيزٍ على قلبك، تشعرين بسعادة بالغة، وتسعين للمحافظة عليها لأنها بنظرك ذات قيمة وأهمية، فما بالك إذاً بحياتك التي وهبك إياها الملك العزيز؟ أليست أثمن من كل مباهج الدنيا نفسها؟ ألا تستحق منكِ هذه الهبة الربانية أن تضعي رؤية واضحة من أجل تطويرها وازدهارها والمضي قدما نحو... القمة؟

هو إختارك أنتِ كي تحملي الأمانة وتفخرين بها... فما هو شعورك تجاه مولاك؟ شعورٌ لا يمكن للمرء أن يتصور عمق جماله ودقة صفائه، هو شعور ملؤه البهجة والأمل ويزداد بهاؤه حين تدركين فعلاً ما الذي تريدينه في حياتك ولماذا وكيف السبيل للوصول اليه؟

حين تشعرين بهذا الإحساس، تتأكدين بأن الحياة نفسها ذات قيمة ومعنى وبأن الرؤية التي آمنتِ بها وعملت على تحقيقها هي أساس هذا المعنى، لذلك عليك  معرفة قيمتك كإنسان مكّرم تعرفين حق المعرفة أي طريق تسلكين وإلى أين تتجهين، وهي أمور ستتكشف لكِ ما إن تتمهلي وتأخذي نفساً عميقاً وتنظرين حولك فتجدين نفسك وأنتِ هنا، على هذه الأرض ويا لها من نعمة عظيمة، ويكفيك فخراً بأن وجودكِ أنتِ يعني وجود الرحمة والحنان في هذا الكون ، وهنا تزهو بكِ الحياة، حددي الرؤية الناصعة لعالمك أنتِ كي يرى العالم من حولكِ كم أنت إمرأة عظيمة و...جميلة، لأن الجمال هو النابع من روحك وأفكارك وأحلامك وشخصيتك الفريدة المتميزة.

الكمال لله عز وجل وحده، وما تمتلكه المرأة من قوةٍ على العطاء والإيثار جعلت منها مثالاً رائعاً يُحتذى به للوصول الى هذه المرتبة:

 المرأة لا يعدلها شيء لأنها عون على أمر الدنيا والآخرة (المفكر الفارسي عبد الله بن المقفع)

لذا، آمني بأنك فعلاً قادرة على هز عرش العالم كلما عرفت طريقك وسلكت الإتجاه الصحيح، وعرفت أية رؤية تتبنين وما عليكِ سوى ... المضي قدما وإبهار الكون بمدى القوة التي تتمتعين بها.

الخطوة 3: لا تقطعي التواصل بالشخص الأهم في حياتك... اتصلي دوماً بنفسك!

ليس هناك على وجه الأرض من هو أهم منك أنتِ.

هذه الفكرة، ضعيها في أول إهتماماتك عند وضع الرؤية التي تحدد لكِ المسار للمضي قدما نحو مستقبل أكثر أماناً وسعادة واستقراراً.

ولا تظني للحظة بأنني أدعوك كي تكوني محبة لنفسك لدرجة النرجسية أو الأنانية، بل جُل ما في الأمر، أنني أذكرّك بنفسك، بأن الحياة تزهو بك أنتِ قبل أي مخلوق آخر يُحيط بك...

وهنا دعيني أوضح لكِ معنى الأنانية هي بكل بساطة "إجبار الآخرين للعيش وفق رغبتك أنتِ وليس وفق رغبتهم هم"،

وأما أن تعيشي أنتِ وفق رغبتك أنتِ دون المساس بحقوق الآخرين فهذه ليست أنانية لا بل هي حقك الطبيعي ، هي الحق الفطري الذي خُلق معك أنتِ،
فلا تدعي أحداً آخر يملي عليك رغباته، كوني أنتِ وبهذا المفهوم كوني... أنانية، ولا بأس بذلك،

تمهلي عزيزتي، إبتعدي عن كل الضوضاء التي تحيط بك وتعتقدين بأن لها الأهمية القصوى في حياتك، إبتسمي، كوني فخورة بأن هذا الكائن الذي تفكرين به في هذه اللحظة هو... أنتِ، وأنت فقط، دون أي وسائل من وسائل التخبط اللاإجتماعي، ثقي أنه من خلالك أنت سيسطع نور حياتك ويُضىء حياة من حولكِ،

إبتسمي لأن الحياة فيها شخصٌ مثلك، شخص لديه هدفٌ واضح ورؤية جلية بأن يعرف ربه جل في علاه حق المعرفة كي ينطلق في هذه الحياة نحو القمة، ويمضي قدما في بناء حياة ذات معنى جميل ومبهر.
لقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ (الحشر /59)

الحقيقة يا عزيزتي بأن الإنسان الجاهل المتوهم بأنه يحب نفسه تجدينه دوماً يتغنَّى بماضيه ،

كما أن الإنسان الأقلُّ جهلاً يتلهى ويبحث ويدور حول حاضره فحسب،
لكن الإنسان الطموح العاقل الذي عرف قيمة نفسه فأحبها وأخلص لها هو الذي يعيش مستقبله ،  يعيش من أجل الغد الأفضل لهذه النفس الزكية الغالية، الغد الأفضل في الحياة الدنيا والغد الأجمل في الآخرة، من هنا يظهر لنا بوضوح مدى أهمية تحديد الرؤية لمعرفة ما الذي تريدينه في حياتك وما الذي سوف تفعلينه من أجل كسب آخرتك أيضاً.

لذلك، قرري بأن "غدك" هو الحياة الطيبة من أجلك هنا وحتى هناك،
إتخذي القرار منذ اللحظة بأنه من حقك أن تعيشي هذه الحياة التي سوف تسعين إليها بكل جهدك وستعملين بجدٍ وتفانٍ من أجل تحقيق هذا الهدف،

ودون أدنى شك سوف تمضين قدما وتصلين، والفلاح  سيكون حليفك بالتأكيد وأولى الخطوات في هذا الإتجاه أن تتقني فن " التخطيط" الذي يُعّد من أهم ضروريات الحياة "وقد دعا الإسلام إلى الأخذ به، وجعله نظامًا لحياة المسلم؛ لأنه لا غنى عنه، ولقد جاء الحث عليه أمراً صريحاً في القرآن الكريم فقد قال الله تعالى:

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ  (الأنفال/60).

وإذا أردتِ التوسع حول موضوع التخطيط الذي يُعد من أهم عناصر الرؤية قراءة موضوع بعنوان التخطيط قطار الناجحين.


الخطوة 4: ابدئي يومك بعقلية من يحب الحياة ويقّدرها

 الحمد لله الذي رد إليّ روحي وعافني في جسدي وأذن لي بذكره 

هو دعاء الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام . وهو خير بداية لرؤية مشعة نضرة وصافية ونقية لأنه يشع بالتفاؤل ونبض الحمد والإحساس بالنعمة،

إبدأي لحظات يومك بالشكر العميق الصادق الممتّن للخالق سبحانه وتعالى على نعمة الحياة للمضي قدماً، ولا تأسفي على ماضٍ فات ولا تقلقي أو تحزني بشأن أمور قد لا تحصل بتاتاً، بل إبحثي دوماً عن مصدر للسعادة يساعدك أكثر على اكتشاف ما تريدينه في حياتك وتحقيقه بكلِ ما أوتيتِ من قوة واصرار وعزيمة وثبات وحُسن توكل على الله سبحانه وتعالى، وكوني على ثقة بأن بقية يومك لا بل حياتك نفسها ستكون على نهج الشكر مهما كانت الظروف والتحديات والعراقيل التي تحيط بك،

فاليقين بمدى عظمة الخالق تمدك بالطمأنينة والقدرة على مواجهة أي شيء.

أشكري الله تعالى على كل العطايا التي تغرقين بها وأشكريه أيضاً على كل ما تحلمين به وتريدينه في حياتك وتودين تحقيقه سواء في هذا اليوم أو في أيامك المقبلة، فليس بالضرورة أن تؤخري الشكر حتى يتحقق ما تريدين، فنور الصباح الذي أضاء الكون يخبرك بأن كل ما هو آتٍ هو خير لك وكل ذلك بفضل الله سبحانه ورحمته وبركاته...


الخطوة 5: خصصي مكاناً مهماً " للفرح " في حياتك

عزيزتي حين تقررين ما الذي تريدينه في حياتك، وتضعين على ضوء ذلك الرؤية المفصلة التي تساعدك للوصول الى مبتغاك، أعيدي إلى أذهانك الكثير من تصرفات الطفولة البريئة الجريئة والتي تتحلى بالطيبة والعفوية والمشاعر النقية تجاه العالم كله دون إستثناء.

وإعلمي جيداً بأن هذه الحياة ليست سجناً يُحتم عليك الظلمة والحزن والجدية والبؤس، أبداً أنها مرحلة البناء والكفاح وما أجملهما حين نقوم بهما بذهنية الإنسان المرح اللطيف الذي يثق بقدرة الخالق جّل وعلا،

هيا خذي نفساً وإبتهجي... كوني فرحة، إبتسمي، إمرحي، هذا ليس عيباً ما دمت تعلمين ضوابطك وحدود حريتك.
فكري بنشاطات تضفي على حياتك البهاء والفرح والضحك المؤدب،
يومياً وقبل القيام بأي عمل إسألي نفسك كيف سأعيش الفرح في هذا اليوم؟

عودي إلى طفولتك كي تُلهمي منها أفكاراً تشعرك فعلاً بأن الحياة فيها الكثير من الألوان الزاهية وليس فقط لون واحد على مدار الأيام، أعطِ معنى جديد لوجودك.

ومهما بدا اللون قاتماً أمامك، غيّريه بسرعة لأنك حقاً أنت قادرة عل ذلك ولا تتوقفي أبداً عن السعي بل فكري دوماً بالمضي قدما نحو الفرح وتحقيق الذات وتطويرها وتزكيتها وتنميتها أكثر فأكثر، 
ودعيني هنا أخبرك قصة صبية من غزة إسمها تحرير مرتجى.

وقد بدأت القصة الملهمة لتحرير مرتجي عام 2009 بعد تخرجها من الجامعة بتخصص إعلام وعلاقات عامة، كان لدى تحرير رؤية واضحة للمضي قدما دون أي تهاون أو استسلام أو خوف أو تراجع حتى أصبح لها تجربة فريدة من نوعها كفتاة تمردت على البطالة وخلقت فرصتها بنفسها لتحقيق حلمها ككاتبة صحفية لأشهر المواقع العربية وروائية معروفة.

ولعل ما لفت نظري هنا هو أنها نشرت لها كتاباً تحت عنوان "السر يكمن في التفاصيل" سردت فيه قصص الحياة اليومية في مدينتها وصار أسمها معروفا لدى القراء داخل غزة وخارجها.

لذلك، أنصحك عزيزتي بان تنتبهي جيداً للتفاصيل التي قد تجعلك سعيدة دون شك وبنفس الوقت قد تصبحين من أصحاب الأقلام المتميزة، ولم لا؟

هي خطوات بسيطة ورغم ذلك تحتاج منك التبصر للنجاح في تطبيقها وإثبات جدارتك ، لذلك أنصحك بأن تستفيدي من تجارب غيرك في كافة المجالات التي تزيد من صلابتك ومنها على سبيل المثال شهادة حية حول سؤال "كيف تمارسين الإمتنان في حياتك" ؟

هي شهادة من  السيدة  الناجحة الملهمة رائدة الأعمال الإماراتية أسماء هلال لوتاه التي تعتبر أن شعارها في الحياة :

 الاستمتاع بكل لحظة دون القلق بشأن الشيء التالي، واستثمار وقتي في الأشخاص والتجارب التي تجلب لي السعادة.

هي إمرأة ناجحة أدركت جيداً قيمة النِعم التي تحيط بها من حكمة وقوة وبصيرة لأنها إمتلكت في الأساس رؤية واضحة ساعدتها لمعرفة ما تريده في حياتها وكانت واثقة بربها وبنفسها للمضي قدما وتحقيق النجاح والوصول الى السعادة التي سعت جاهدة من أجلها:

أنا ممتنة جداً لله، حيث أعتقد أن إيماني قد منحني الحكمة والقوة والبصيرة لتزدهر وتزدهر عقلياً وجسدياً. أنا ممتنة أيضاً لأن لديّ وعي ذاتي لإحداث تغييرات إيجابية في حياتي. إن العيش بوعي واختيار أن تكون مدركاً وواعياً لكل جانب من جوانب حياتك أمر حيوي للسعادة والصحة والجسدية والعاطفية والنجاح والعلاقات.

وحين سُئلت كيف تمارسين الإمتنان في حياتك انطلاقاً من الرؤية التي آمنت بها أجابت :

لقد تعلمت درساً قيماً للغاية في الحياة من دورة تدريبية عبر الإنترنت أخذتها بواسطة Shawn Anchor تتضمن هذه الممارسة كتابة ثلاثة أشياء جديدة كل يوم تشعر بالإمتنان من أجلها، ومن خلال القيام بذلك ، يتم تدريب عقلك على البحث عن الإيجابيات. كان لهذه الممارسة تأثير رائع علي وغيرت طريقة تفكيري وبدون أدنى شك ساهمت في نظري الإيجابي للحياة. غالباً ما تصبح الحياة صعبة على الجميع وعندما يحدث ذلك، أتخذ قراراً واعياً بالتوقف وأخذ لحظة لتقدير كل شيء من حولي. حتى في الأوقات الصعبة هناك دائماً شيء ممتن له وأعتقد أن القلب الممتن يجد السلام في النهاية". (شهادة إمرأة عربية ملهمة / أسماء هلال لوتاه مؤسسة مركز Hundred الصحي) 

من الرائع حقاً أن نفرح حين ينجح الآخرون، لأن ذلك يمهد الطريق أمامنا للنجاح والمضي قدما نحو قمة المجد والإبداع والسعادة.

وفي الختام قولي لي بصراحة:

هل شعرتِ بالفرح يطرق باب قلبك الآن؟
هل شعرتِ بأن هذه الخطوات قد أعادت "الطفلة" الجميلة البريئة إلى أعماق نفسك؟
هل شعرتِ بأنك تشتاقين لنفسك... وتشتاقين لها كثيراً؟

خذي نفساً عميقاً، ابتسمي واضحكي وتذكري ... عندما تفرحين تفرح الحياة معك!

0 تعليقات