طرق لإفساد حياة ابنتك | 7 أشياء عن تربية البنات تود كل أم معرفتهم


تربية-البنات-الآباء

إن تربية الأطفال، بغض النظر عن الجنس، هو أمر شاق ولكن مجزي وممتع إذا ما تم بصورة صحيحة. يقع الكثير منا فريسة  للصورة النمطية حول كيفية تربية البنين والبنات. ففي مجتمعاتنا نربي الولد على أن يكون قاسيًا ومن ناحية أخرى نربي البنت على فكرة تقاسم المسؤوليات المنزلية. 

إذا ما رزقك الله ببنت، فإن تأثير العلاقة التي ستنشأ بينكم سوف يستمر لتنعكس على حياتها المستقبلية. فالطريقة التي تعامل بها الأم ابنتها في طفولتها لها أكبر الأثر في تكوين شخصية البنت. إن الأشياء التي تتعلميها الآن لضمان تربية ابنتك يمكنها أن تكون طوق النجاة، ويمكن لها أن تكون مدمرة. 

نعلم بكل تأكيد أنك لا تريدين تدمير الروابط بينك وبين ابنتك بطريقة تؤثر في حياة المرأة التي ستصبح عليها هذه الطفلة في وقت لاحق. أعلم تمام العلم أن هذا ما لا تريدينه وأنك حسنة النية في هذا الأمر. ولكن كما سبق وأن ذكرت في مقال سابق حول المعتقدات الخاطئة التي يتبناها بعض الآباء، لن يفيد حسن النية إذا ما كانت طريقة تربيتك تلحق الضرر بأبنائك. ما أن رزقك الله بطفل، فلزم عليك تثقيف نفسك ودراسة أفضل الحلول والطرق لتربية هذا الطفل تربية سليمة.


وإليك أهم 7 أشياء عن تربية البنات تود كل أم معرفتهم: 

1- حافظي على قنوات الاتصال  بينك وبين ابنتك:

 بغض النظر عن ما الذي تفعله ابنتك، أو ما سوف تفعل، اجعليها دائمًا تشعر بأن بابك مفتوح أمامها للحديث بدون خجل أو خوف، وبدون إصدار أحكام. اجعليها تشعر بأنك جاهزة لتزويدها بالحب والدعم الغير مشروط.
 لا بد أن تقومي بإيصال معلومة هامة لابنتك وهي أنه ليس عليها أن تخاف من رد فعلك ولا إخفاء شيء حتى وإن كان خطأ، لأنك ستقومين بمساعدتها وتقديم الدعم بغض النظر عن ما إذا خالفت تعليماتك أم لا.

2- اذا شعرت بالحرج، فستشعر به ابنتك أيضا:

 لا تشعري بالخجل وأنت تتحدثين معها عن أي أشياء خاصة أو وصف أي عملية تحدث لها ـو التحدث بشأن أي عضو من أعضاء جسده. فإذا هي شعرت منك بالخجل فستكون هي أكثر خجلًا في المرات القادمة ولن تستطيع أن تعبر لك عن أي شيء يحدث يخص تلك الأشياء، ذلك لأن ما وصلها منك رسائل تفيد بأن الحديث بهذا الشأن يٌخجل ولا ينبغي أن يعاد مرة أخرى.
 وعلى النقيض تمامًا، فإن الحديث بشكل علمي وواضح وبدون خجل عن أي تغييرات جسمية وما شابه يعطي الفتاة قدر من الثقة وتكوين صورة واضحة وصحية عن جسمها ويجعلها تتحدث لك بثقة ولا تفقدين التواصل معها في أمور هامة يمكن أن تفيديها بشأنها.

3- شجعي ابنتك على حل مشاكلها بنفسها:

ليست وظيفتك حل مشكلات ابنتك وخاصة إذا تجاوزت مرحلة الطفولة المبكرة وأصبحت قادرة على إيجاد حلول، ولكن إذا جاءت إليك مشتكيه من أحد الأشياء التي ضايقتها فعليك أن تسأليها هل تريدين التنفيس عن غضبك فقط أم تريدين مني التدخل لحل المشكلة؟ 

بنسبة 90% هي تريد فقط مكان آمن للتنفيس عن شعورها بالغضب، وفي هذا العمر يمكنك أن تمرري لها رسائل عن أهمية أن تعتني بمشاكلها بنفسها، وأن تجد حلولًا بنفسها لأن ذلك يعلمها كل من الاستقلالية، والشعور بالكفاءة، وهو شعور هام بالنسبة لكل بنت.

4- قدمي لابنتك مهارات حياتية عملية:

 من الجيد جدًا، ومن عمر 8 سنوات، أن تبدأي في تعليم ابنتك أمور يقوم بها الكبار لإكسابها مهارات تحتاج إليها في المستقبل. تلك المهارات لا تُكتسب بشكل أكبر إلا في سن صغيرة، ومع تكرار التدريب العملي يمكنها فيما بعد أن تحصل على أعلى فائدة من تلك المهارات.
 
ومن مثل هذه المهارات: الطهي، تنظيف المنزل، إصلاح بعض الأشياء التالفة، الاهتمام بالزرع، الاهتمام بالحيوانات، عمل ميزانية لمصروفات العائلة، التخطيط لرحلة في الصيف، وما إلى ذلك. مما لا شك فيه أن تطوير مهارات البنات هو أمر هام جدًا، وخاصة في مجتمعنا الشرقي الذي يعطي صلاحيات التفكير والإبداع للرجل، وذلك لما تثبته بعض السيدات من عدم صلاحيتها لمثل تلك المهام. 

5- علمي ابنتك كيفية الدفاع عن النفس: 

في زمن انتشرت فيه الحوادث، وجرائم القتل، والاغتصاب، والتحرش، اصبح تعليم ابنتك أحد فنون القتال للدفاع عن النفس ضد المعتدين ضرورة. والدفاع عن النفس ينقسم إلى جزء بدني وجزء عاطفي؛ 
فالدفاع عن البدن يبدأ من تعليم البنات أن لا يُسمح لأي شخص أن يمس بدنك سواء عن طريق الضرب أو اللمس الغير مبرر.

 أما عاطفيًا، فلا بد أن تقومي بتعليم ابنتك أن تحافظ على نفسها ومشاعرها، وأن لا تسمح لأي شخص أن يتلاعب بها، وأن عليها أن تكون ودودة ومحبة للجميع ولكن لا تنسى أن تضع حدود صحية لكل علاقاتها.

6- عرضي ابنتك لعالم مختلف، به أشخاص متنوعة: 

اسمحي لابنتك بقضاء بعض الوقت مع أشخاص لديهم وجهات نظر سياسية ودينية مختلفة عن آرائك. إنها أفضل طريقة لغرس قيمة التسامح مع الأخرين ووجهات نظرهم المختلفة، وكذلك عرض معتقدات ابنتك الشخصية باحترام حتى وإن اختلفت مع الأخرين.

7- تعزيز الاستقلال المادي:

 علمي ابنتك أهمية المال، وكيفية إدارة حياتها المالية، وأهمية أن يكون لها دخل مادي. علميها أيضًا كيف تنشىء عادات إنفاق صحية، وكيف تأخذ قراراتها الاقتصادية. علميها كيف تقوم بالإدخار لشراء شيء معين من أهدافها الحصول عليه وكيف تخطط لذلك.
 اعلمي أن الطفل عندما يقوم بجمع المال لشراء شيء يكون أحرص عليه مما لو تم شراؤه له وذلك درس في قيمة الأشياء يجب أن تعلميه لابنتك.

الآن وقد تعرفت على أهم الأشياء التي يجب أن تعرفيها وأنت تقومين بتربية ابنتك عليك أيضًا أن تدركي بعض الأشياء التي من شأنها إفساد ابنتك لتتجنبيها فورًا:

1- توقفي عن برمجة ابنتك حول المهارات الإلزامية التي ينبغي عليها اتقانها

فنحن تكلمنا سابقًا عن أهمية تعليم البنات بعض المهارات الحياتية، وأهمية توكيل بعض المهام لهم خاصة تلك التي تتطلب مهارات الإبداع وما إلى ذلك. ولكن يجب أن تكوني حذرة وأنت تقدمين لابنتك هذا الشيء. 
تجنبي الجمل النمطية والتي تحمل في طياتها عدد من "الينبغيات" مثل: " يجب أن تكوني لطيفة"،"يجب أن تتعلمي الطهي بالتأكيد حتى تصبحي زوجة جيدة".
لا بأس في تعليم ابنتك الطهي، ولكن لا ينبغي أن يتم ذلك بصورة سلبية. لا يجب أن تجعلي ابنتك تشعر بأنها لن تكون جديرة بالحب أو الاحترام إذا ما افتقدت لبعض المهارات أو لم تتوافر فيها بعض المعايير.

سوف تتعلم ابنتك هذه المهارات عاجلًا أم أجلًا ولكن الصورة الذهنية التي تتكون داخلها بشأن تلك الأشياء يمكن أن تُشكل عائق بينها وبين إتقان هذه المهارات. سوف تخلقين حاجز نفسي بين ابنتك وبين بعض الأشياء إذا لم تنتبهي إلى الطريقة التي تحاولين بها أن تعلميها شيئًا جديدًا. 

ركزي دائمًا على الهدف؛ الهدف هو أن تتعلم ابنتك مهارة جديدة من أجل أن تزيد ثقتها بنفسها. فالهدف هو تطورها الشخصي وليس إرضاء لزوج مستقبلي أو أبناء أو مجتمع. الهدف هو ابنتك، وابنتك فقط.

2- لا تثقي بالرجال فهم لا يريدون سوى أمر واحد 

تعد هذه العبارة من أقسى العبارات التي غالبًا ما تقال في جلسات السيدات على سبيل المزاج تارة، وعلى سبيل الشكوى والفضفضة تارة أخرى. ولو تعلم كل أم كم تفسد حياة ابنتها بسماع مثل هذه العبارات لتوقفت فورًا حتى ولو كانت على سبيل المزاح.

ستكبر ابنتك بشعور أن جميع الرجال خائنون، مزيفون، لا يريدون سوى أمر واحد، عدائيون. يمكن لمثل هذه العبارات أن تؤثر على العلاقة الحميمية بين ابنتك وزوجها المستقبلي، فتشعر بالاشمئزاز والنفور منها. ما يحدث في أعماق البنت أكبر بكثير مما يجب أن تتحمل، فالصدمة النفسية التي تعطيها لابنتك تجعلها في تناقض بين ما ترويه لها وما تشعر به تجاه والدها مثلا. 

يزيد الأمر سوءًا إذا ما قررتِ يومًا إقناعها بالزواج. تزيد الحيرة والصدمة حينما تشعر البنت بأن أمها التي طالما حدثتها عن وضاعة الرجال وما يفعلونه تطلب مني الزواج بوغد منهم. فبربك كيف تريدين لحياة ابنتك أن تكون حتى ولو تزوجت رجل بمواصفات رائعة؟

3- النساء يعشقن النكد - هرمونات

أفظع ما يمكن أن تفعليه في حق ابنتك هو أن تتركيها فريسة لهذا المعتقد. لا يتوقع من طفلة تربت على أن النساء يفعلن ما يحلو لهن بحجة أنهن يخضعن لتغييرات هرمونية أن تتحكم في إنفعالاتها أو تضبط نفسها إن لزم الأمر.

كلما رأتك ابنتك تصرخين بلا داعي أو تنفعلين بشكل مبالغ فيه وتبررين ذلك لمن حولك بأن هكذا تتصرف النساء، يتولد داخل ابنتك شعور بأن كل شيء يحدث لها هو خارج إرادتها وأنها ليس لديها القدرة على التحكم في غضبها أو انفعالاتها، وأن على الجميع تحمل مزاجها وتقلباته. فكلما واجهت مشكلة ولم تجد من يتحملها، أو وجه لها أحدهم لوم لجأت إلى الانهيار.

يجب أن تدرك ابنتك أنه لا يجب على أي شخص تحمل انفعالنا الغير مبرر، لأن ذلك سيجعل منها زوجة تعيسة، وأم عصبية، وصديقة غير محتملة، وعبء على كل المحيطين. يجب أن يتحملنا من يحبنا ويقف إلى جانبنا في أوقاتنا العصيبة، ولكن يجب علينا أيضًا ألا نجعل جميع أوقاتنا عصيبة، وأن نتعلم كيف نتحكم في مشاعرنا وانفعالاتنا وألا نعلق كل شىء على شماعة الهرمونات.

4- اللعبة ديه لعبة ولاد، انت اشتري عروسة أو لعب مطبخ

أتوقع وضوح هذه النقطة بشكل كافٍ، ولكن كل ما أريد إضافته هنا هو أننا في القرن الحادي والعشرون يا سادة. تُحقق النساء أشياء مذهلة في الرياضة، والأعمال، والعلوم وجميع مناحي الحياة. شجعي ابنتك على تحقيق أحلامها بغض النظر عما إذا كانت تطلعاتها في مناطق يهيمن عليها الذكور بشكل تقليدي ومجتمعي أم لا.


يجب عليك أن تعلمي ابنتك أن لا شيء صعب عليها. من حق ابنتك أن تجرب كل الألعاب المتاحة في المتاجر، فلا بأس أن تلعب بجندي أو بندقية. إن إصرارك على تحديد ألعاب خاصة للبنات هو تمييز لا تلاحظيه. دعي ابنتك تختار ما تريد من الألعاب.


لا تختلف تربية البنات عن الأولاد في الكثير، فالمبادىء العامة واحدة، ولكن تختلف تربية البنات من بلد لبلد، ومن ثقافة لأخرى، ومن بيت لبيت، بل وأحيانا تختلف من شخص لشخص من أفراد الأسرة الواحدة. كل ما نود فعله هو إلقاء الضوء على ضرورة وأهمية تنشئة البنات تنشئة سليمة. فالمرأة هي عماد المجتمع، وابنتك اليوم هي أم الغد التي ستكون مسؤولة بالطبع عن تربية وتعليم أجيال المستقبل.

0 تعليقات