كيف أجعل الأمومة سبباً لنجاحي؟ حوار مع رحاب إمام


انتشر في الآونة الاخيرة سؤال يشغل تفكير أغلب السيدات وبالأخص المتزوجات، وهو كيف أحقق المعادلة الصعبة 
في التوازن بين العمل داخل المنزل وخارجه؟؟ 

وكيف أجعل من الأمومة سبباً ودافع للنجاح ؟؟ فهو يعتبر أصعب تحدي يمكن أن تواجهه كل زوجة وبالأخص إذا كانت تملك أطفالاً. ولكن مع الشغف والسعي تستطيع إحداهن الوصول إلي حل يساعدها في تحقيق ذاتها والطريق إلى النجاح .

ففي أغلب الأوقات تظن أن الحياة توقفت عند نقطة ما ، ويتملكك شعور اليأس والإحباط لتظن بنفسك أنك تأخرت في تحقيق ما تتمنى. 

ولكن تفاجأ أنه يوجد في الواقع  الكثير من النماذج الناجحة الملهمة التي لم تيأس من كثرة الصعاب.

فلكل منا بداية لقصة نجاحه، فالنجاح يحتاج لشجاعة وقوة لوضع بصمتك في الحياة ثم الصبر والسعي خلف حلمك لتصل إلي هدفك وتحققه.

إلا أن المرأة أصبح لها شأن في هذا المجال لتضرب مثالاً يحتذى به من السعي والمثابرة والاجتهاد ، ومن بين هذه النساء رحاب إمام التي كافحت واجتهدت وتميزت باحتراف عملها ودقته، بالرغم من التحديات التي ألزمتها عليها الحياة.

لتأخذ ثقة جميع من عمل معها في مصر والدول الأخرى لتصبح أيقونة في مجال تسويق المحتوى والبرمجة ، كما لها دور كبير في إلهام الكثير من سيدات مصر والوطن العربي ، ومساعدة الشباب ليبدأ عمله الخاص. 

من هي رحاب إمام؟

هي سيدة وأم مصرية نشأت في محافظة الإسكندرية، تخرجت من كلية   الهندسة قسم اتصالات تتحدث بأربع لغات غير العربية الإنجليزية،الفرنسية، الألمانية، الأسبانية.

لم تجد ما تعمل به لتثبت نفسها لعدم توسع مجال التكنولوجيا عندما تخرجت، عكس ما تمنت أثناء دراستها.

تزوجت  بعد التخرج ومع هذا لم تتنازل عن طموحها في إيجاد عمل، لا تحب القيود والأعمال الروتينية، لذا أنشأت تجارتها الخاصة التي نجحت لسبعة عشر عاماً في الإسكندرية وخارج مصر.


كيف تتغلبي على الصعاب التي تواجهك كأم ؟ 

"كان في شوك كتير..مش كله ورد "

"كثير من الناس لديهم فكرة خاطئة عن السعادة. لن تتحقق من خلال تلبية الرغبات ، ولكن بالتضحية من أجل هدف نبيل "هيلين كلير

لا يمكن إنكار صعوبة مواجهة التحديات التي تواجهنا كل يوم، لكن مع الإصرار والسعي لا يوجد شىء مستحيل. 

فأغلب الأمهات تفضل تجاهل طموحها وشغفها خوفاً من الوقوع في الفشل،وتظل سجينة للأعمال  الروتينية، وتضحي بحياتها الخاصة من أجل رعاية صغارها. ومع مرور الوقت تشعر بالأسى والحزن على حالها. 

وبالتالي تنقل هذة المشاعر رغماً عنها لأبنائها، فيجب على كل أم أن تثق أكثر بخبراتها  وتتحلى بالشجاعة لتكون فخراً لأولادها.

وهذا ما فعلته رحاب إمام مع أولادها فهي لم تيأس وتستسلم لمشاعرها السلبية، وعلمت جيداً أن ما تزرعه اليوم من سعي واجتهاد ستحصده غداً من أولادها.

فعندما تدخل  القدر رغماً عن إرادتها لتضطر أن تنهي عملها الخاص، لتقضي معظم الوقت ترعى أسرتها من المنزل، أصبحت حياتها روتينية أقصى ما تفكر به ماذا سأطهو اليوم؟

لهذا قررت أن تقف وتتخذ خطوة لطريق مستقبلها وتطوير ذاتها،

هل الكورسات تساعد على النجاح؟

بالطبع، فالتعلم وتطوير الذات شيء مهم، ولكن هناك منصات نستطيع التعلم منها لنكون أكثر حرفية في المجال الذي نريده.

ويا حبذا لو كانت غير مقيدة بوقت معين أون لاين ومجانية أيضاً لتستطيع الأم التعلم في الوقت المناسب لها. فكثير من الأمهات وقتهم ليس ملكهم بالمعنى الحرفي، فهي مسؤولة عن كثير من الأشياء، ولهذا جمعت لك أهم 10 منصات تعليمية مجانية:

  1. منصة إدراك Edraak
  2. منصة كورسيرا Coursera
  3. منصة يوداستي Udacity
  4. منصة يودمي Udemy
  5. منصة رواق
  6. منصة ندرس. كوم
  7. منصة ايدكس Edex
  8. منصة مهارة
  9. منصة كورسات
  10. منصة مهارات

أرادت رحاب إمام أن تتعلم البرمجة وتتميز في هذا المجال، وبالفعل أخذت تبحث في الاسكندرية عن مكان يتم تدريس البرمجة فيه ولكنها لم تجد ما يروي شغفها.

فاتجهت إلى الإنترنت للبحث عن محتوى تتعلم منه أسس البرمجة، فتعلمت من اليوتيوب محتوى عام بلا مقابل، ولكنه لم يكن كافيًا لملء شغفها.

فأخذت تبحث أكثر عن دورات تدريبية أو منح تستطيع أن تأخذها ولكنها وجدت صعوبة في شروط تلك المنح، وبالرغم من ذلك إلا أنها استمرت في تطوير ذاتها والبحث عن ما يناسبها

إلى أن وجدت شركة أمريكية توفر وظيفة بلا مقابل في مشروع خيري يخص الأمم المتحدة، تقدمت لها وتم قبولها لتتيح لها الفرصة لتطبيق ما تعلمته من الكورسات التي تابعتها على اليوتيوب.

ويشاء القدر أن يحدث ما تمنت، منحة مصرية ممولة بالكامل مقدمة من وزارة الاتصالات يوداستي لتلتحق بكورس البرمجة، وسرعان ما تقدمت لها لتجتاز جميع الاختبارات بتفوق وتصل إلى المستوى المتقدم حيث أنار لها بصيرتها لتعلم أشياء جديدة.

هل التعلم النظري كافي للنجاح؟

انتهت منها وعملت من خلال منزلها العمل الحر لتطبق المعادلة الصعبة بين طموحها وبين رعايتها لأسرتها.

بدأت طريق نجاحها مرة أخرى من خلال منصات العمل الحر فري لانسر:

  • صانعة محتوى
  • مصممة مواقع
  • رسم تقليدي ديجتال
  • تصميم بروشر وإعلانات والكثير من الأعمال التي برعت بها في مصر وخارجها.

وعندما توسعت علمت أنها يجب أن تتعلم أسس التسويق الرقمي، فتقدمت للمنحة مرة أخرى لتأخذها مع استمرار عملها.

إلي أن أتتها الفرصة الذهبية الشركة الأمريكية التي عملت معها من قبل بدون مقابل معجبة بطريقة عملها من ضمن خمسين فرداً كانوا يعملون في نفس المشروع.

لتحصل في ٢٠١٩ على أول عقد عمل دائم لها في مجال البرمجة، وأثناء عملها معهم ودراستها للمنحة تسويق رقمي، مستوى بروفيشنال لاحظت أنهم يطلبون وظيفة مساعد في قسم التسويق.

في بادئ الأمر ترددت خوفاً من التشتت، إلا أن زوجها الداعم لها دائماً شجعها ووثق في قدرتها على التفوق في كلا المجالين.

 وبالفعل تقدمت للوظيفة بعد انتهائها، حيث أجرت مقابلتين وتم إختيارها بمرتب أعلى لتصبح مساعد تسويق صباحاً ومبرمجاً ليلاً في الذكاء الاصطناعي.

وعندما انتهت من مشروع الذكاء الاصطناعي، أكملت معهم في قسم التسويق حيث ترقت وأصبحت رئيسة تسويق بالمحتوى ثم رئيس تنفيذي. انبهر بها رئيس الشركة بتميزها واجتهادها، ليرشحها إلي صديقه حيث يمتلك شركة تعمل في الذكاء الاصطناعي chatbots لتعمل معه حتى الآن. 

معنى النجاح في حياة رحاب إمام:

"اللحظة قد تغير يومك… اليوم قد "يغير حياتك… حياتك قد تغير العالم.

 أحمد الشقيري 

"أردت أن أكون أماً ناجحة ولدي أيضاً مهنة، أردت أن أفعل المزيد في حياتي أكثر من كوني أماً فقط، تمنيت أن أحقق أحلامي وأن أساعد أولادي في تحقيق أحلامهم" 

تلك كانت كلمات رحاب إمام عندما سألت في استبيان يخص منحة يوداستي لتهز كلماتها قلب كل من يقرأها وتحمسه لفعل المزيد .

نعم وأكثر فلقد جعل رسالتها مدير يوداستي  أيقونة للحماسة والتحفيز وإلهام لفريق العمل  ومثالاً يحتذي به في السعي لتحقيق النجاح وجعلهم ينسخون كلماتها على خلفية حواسيبهم لتحفزهم دائما للعمل.


فهذة ليست المحطة الوحيدة التي تفخر بها بل هناك الكثير منها بالطبع فهي من الشخصيات المؤثرة في حياة الكثيرين.

فلقد تم اختيارها كعضو دائم الحضور في جميع لقاءات وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت،مع سماع رأيها في المشاكل والتحديات التي تواجه الفري لانسر فى مصر.

كما تم اختيارها من قبل شركة سعدي جوهر ميديا هوب لصنع فيلم يتحدث عن التحول الرقمي الذي يحدث في مصر.

رحاب-الإمام-لقاء-السيسي


ومن أهم هذه اللقاءات هو لقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للشباب الناجح من مبادرات وزارة الاتصالات، وتم اختيارها للتحدث إليه مباشرة ليطمئن على نجاحها وهو ما تفخر به جداً وتعتبره وسام على صدرها.


كيف نشجع أنفسنا للاستمرار في النجاح؟ 

"اسأل نفسك بانتظام ماهو الاستخدام الامثل لوقتي في هذه اللحظة و لا تقتل الوقت أو تهدره"

ديل كارنيجي


كأي إنسان المغريات كثيرة لهدر الوقت، إلا إنها جاهدت نفسها لتستغل كل دقيقة.فقد كانت تعمل في أغلب الوقت وتحاول أن توفق بين عملها ورعاية أسرتها وتطوير مهارتها، فقد استغلت كل لحظة في تعلم أشياء جديدة وتطوير اللغات التي تتحدث بها وممارستها مع العملاء.

تعتبر القراءة الكنز الذي يجب عليها تخصيص وقت له في البحث والمعرفة واكتشاف الجديد فيه. فهي شىء أساسي في يومها واليوم الذي يضيع منها فهو حزين بالنسبة لها.

فالقراءة فتحت لها آفاق وأخذت منها أفكاراً لعمل محتوى قوي تقوم بتدريس خطواته في الكورسات التي تعطيها لمن يحتاجون،فهي متابعة دائمه لكل جديد بالخارج.

وبعدها تصنع خطوات منه بطريقة بسيطة وسهلة الفهم لمتابعيها مثل التوظيف والعمل الحر، صناعة المحتوى،  الدخل السلبي وأدوات الذكاء الاصطناعي، فجميعها تستهدف  فئة الخريجين  الجدد والمرأة ربة المنزل، ومن يريدون تغيير وظيفتهم لزيادة الدخل.

وبجانب مشاركتها لعلمها ومساعدة الآخرين ونقل خبرتها من العمل في الشركات و مع العملاء من خلال الكورسات التي تقدمها،

 فإنها تدير قسم التسويق لخمسة شركات أجنبية أخرى:

  1. مديرة الشركة chatbots أمريكية
  2.  رئيس تسويق بالمحتوى جامعة سعودية
  3. استشاري تسويق ذكاء اصطناعي  شركة هندية
  4. مدير تسويق دار نشر  شركة ألمانية
  5. مدير تسويق chatbots  شركة أمريكية أخرى تخص الذكاء الاصطناعي .
.

فمع السعي الدائم  والاجتهاد في خلال خمس أعوام، استطاعت الحصول على خمس عقود عمل في شركات أجنبية، ومازالت بفضل الله تعمل معهم حتى هذة اللحظة.

  بالطبع فهي بنت أبيها -رحمة الله عليه- الذي تعلمت منه السعي والكفاح والاجتهاد دائماً، ولقد اتخذته مثلها الأعلى.

فهي مؤمنة جداً بالآية الكريمة: 

إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً

فكثير من المعتقدات الخاطئة والسلبية التي تعيق طريق نجاحنا، يجب ألا نلتفت لها .فالأهم أن نستغل طاقتنا في التفكير بالنجاح وكيف نصل له بخطوات ثابتة مستمرة والتوفيق من عند الله، وأن نثق بأنفسنا أكثر وبالعلم الذي نعرفه.

فلقد مرت بلحظات ضعف من أنها كيف ستنجح وسط جيل الشباب، ومع ذلك تقدمت عليهم وتفوقت أيضاً، فتفكيرنا هو ما يحدد مستقبلنا.

نصائح ختامية للنجاح في الحياة:

البدء في العمل والسعي وتطبيق ما تعلمته على أرض الواقع حتى وإن لم يكن هناك عمل.

فأخذ الكورسات والمعلومات فقط ليس من شأنها النجاح، لكن تطبيقها وتطويرها هما الأساس. ومن ثم بناء حافظة أعمال قوية والتواجد دائماً على وسائل التواصل الاجتماعي ليعرفك العملاء لبدء العمل الفعلي.

والأهم من ذلك عدم اليأس والاستمرارية للوصول لطريق النجاح.تذكر أنك ستعيش مرة واحدة ولن تتكرر، فعليك استغلال الفرص بأفضل شكل ممكن.

فالحياة مليئة بالتحديات والصعوبات المختلفة، إما تكن موجود بأفعالك وإنجازاتك فيها، وإما أن تمر مرور الكرام، وكأنك لم تكن موجود من الأساس، ولم تمر من هنا من قبل.

 وضع دائمًا في حسبانك إن تفكيرك واعتقادك هما السبب دائما فيما أنت فيه.

0 تعليقات