٩ خطوات للتغلب على تحديات الحياة | واجهي التحديات الصعبة بثقة وثبات




هي ... الحياة.

هل شعرتِ يوماً بأن لا أحد يفهمك في هذه الدنيا وبأن العالم كله قد أصبح ضدك وأنه ليس لديك أية رغبة للقيام بأي شيء على الإطلاق، لا شك بأنك أصبحت اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى تدركين جيداً بأن حياتك، وكذلك حياة الآخرين، مليئة بالتحديات الصعبة منها ما يحفّزك للثبات والوقوف أمامها وجهاً لوجه وبمنتهى الثقة، ومنها ما يجعلك تشعرين بالعجز وعدم القدرة أو حتى عدم الرغبة في المواجهة.

بداية، لا تقلقي عزيزتي من هذا الشعور، فالجميع يواجهون تحديات صعبة قد تجعل البعض منهم غير قادر على استيعاب ما يحصل من حوله ولكن العبرة تبقى في الخواتيم.

 وحده الشخص الذكي الذي يعرف جيداً معنى التحديات الصعبة ويعقد العزم على مواجهتها  وكيف يستفيد منها للتغيير نحو الأفضل لأن ضريبة التقدم والنمو هي التجربة العملية.

ولكن ما ينبغي التأكيد عليه أنكِ في بعض الأحيان تنعدم لديك النية أو الرغبة حتى بالتعلم والمصي قُدماً، وذلك لعدة أسباب، منها على سبيل المثال مواجهة تحديات صعبة عدة في نفس الوقت، أو حتى مواجهة التحدي الصعب نفسه عدة مرات، ما يحّوله بنظرك الى "مشكلة" حقيقية تودين الإفلات منها وليس مواجهتها أو الثبات أمامها.

حينها "تظنين" بأن مفهوم الثقة بالنفس قد أصبح ضبابياً وغير واضح بحيث تشعرين وكأنك في مهب الريح وقد يصل الأمر الى حد اليأس والإحباط والاكتئاب وحتى الإنهيار العصبي، وليس في الأمر أية مبالغة، والدليل النسبة العالية للاضطرابات النفسية جراء عدم الثبات في وجه التحديات

ولعلك الآن تتساءلين عن الحل، لأنه بالتأكيد لا بد من وجود حل وقد يكون أو على الأقل أنا أعتبره كذلك "حلاً سحرياً" لأنه يعتمد على النعمة الربانية التي أوجدها الله تعالى بكِ وهي العقل ومن خلاله سوف تتمكنين من إعادة السيطرة على نفسك بكل ثقة والقبول بمواجهة التحديات الصعبة بثبات نتيجة الوعي والإحساس بالمسؤولية، لأن المرأة الناجحة الذكية هي التي تحّول هذه التحديات الى فرصٍ تدفعها لإظهار قدراتها على كافة الأصعدة ومنها مواجهة تحديات الحياة بثقة ومستوى عالٍ جداً من الثبات والتبصر والحكمة.

واعلمي بداية أن مجرد اتخاذ القرار ب "المواجهة" يعني بأنك بدأت السير في الإتجاه الصحيح لأن هناك العديد من النساء تغفل هذه المسألة وتبقى تراوح مكانها دون القدرة حتى على التفكير لإعادة تصويب الأمور.

وإليك بعض الخطوات التي يمكن الاستئناس بها لمواجهة التحديات الصعبة التي من الممكن أن تمرين بها بشكلٍ أفضل وذلك سواء أكانت تحديات شخصية أو غير شخصية ، تحديات صغيرة أو كبيرة ، تحديات صعبة أو سهلة ، لأن المهم هنا هو مواجهة هذه التحديات الصعبة وجهاً لوجه بكل ثقة وثبات بدلاً من الوقوع في الفخاخ النفسية المميتة من قلق وتوتر ويأس وحزن...

خطوة 1: اقبلي التحديات واعتبريها أمراً مؤقتاً وليس دائماً

على الرغم من الشعور بالضيق والتوتر وكأنك أمام حائط مسدود لا نفاذ منه، تمهلي وتذكري قول المولى تعالى:
 " لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا " ( الطلاق /1).
هذه الآية تدفعك للتفاؤل وبث روح الأمل في وجدانك من جديد وهذا ما يمدك بالصلابة والثبات والثقة بالنفس والقدرة على المواجهة، فالمؤمن لا يخاف من الظروف بل هو من يصنع الظروف ويحول المحن الى منحٍ ترفع من مستوى تفكيره وتنمي شخصيته وتطورها.

وتذكري دوماً أنه ليس بالضرورة أن يتغير العالم برمشة عين أو بلمح البصر كي تدركي مدى صلابتك وقوتك، بل مجرد الإحساس بالرضا واليقين بالخير الآتي هو إنتصار بحد ذاته على النفس الأمارة بالسوء التي تدفعك للخمول والإستسلام والإنكفاء والعزلة.

إن الثبات لحظة الألم أو الضياع هو إنتصار على خبث الشيطان الرجيم الذي يسعى لإدخال الحزن إلى قلبك فلا تيأسي بسهولة ولا تستسلمي لأهواء الحزن الفتاكة، بل واجهي، واجهي نفسك أولاً وتحدي خوفك وكوني قدوة في الثبات والثقة والمواجهة.

والمهم هنا أن تقولي لنفسك بمنتهى الصدق والوضوح:

"حسناً أنا لست بحالة جيدة ولكنني بخير...
 أجل أنا بخير وبالتأكيد سوف أتجاوز هذه التحديات العصبة التي أمر بها، لأنني أعرف جيداً كيف أتصرف وأن ما أحسن به الآن ليس نهاية العالم على الإطلاق ولن يجرني للإنهيار النفسي أو الجسدي، بل سأقف بوجه التحديات الصعبة بصلابة كما تعودت دوماً على الثبات والقدرة على التحمل وأنا على ثقةٍ تامة بأنني سوف أتجاوز هذا التحدي الجديد"

والأهم من ذلك كله أن تصدقي نفسك من صميم قلبك وأنتِ تقولين هذا الكلام، بمعنى ألا تنغمسي أكثر فأكثر في حالة اليأس والإحباط بل كوني واعية ومهما كانت التحديات الصعبة التي تزعجك مؤثرة ومؤلمة كوني على ثقة بأن الألم الحقيقي هو فقدان توازنك الفكري والروحي وهنا لا بد من التماسك لأنه السبيل الأنجع لإنقاذك من براثن الوهم القاتل، لذلك تماسكي واقبلي المواجهة بوعي وبكل ثقة وثبات وعزيمة وإصرار.

وبإمكانك هنا ورغم صعوبة التحديات التي قد تواجهك ، تطبيق قانون التركيز بمعنى تسليط الضوء على ذكرياتك وأحلامك الجميلة ركزي على التفاصيل الممتعة فيها، وفكري بما يسعدك ويجعلك تبتسمين.

وأذكّرك أخيراً بأن تقبّل الواقع سوف يمكنك من رؤية التحديات الصعبة بشكلٍ أوضح لأن مواجهة التحدي يجب أن تحصل وجها لوجه ، ويفترض بك معرفة ما يجري من حولك.

المواجهة تتطلب الثقة والثبات يعني القلب الحاضر والعيون المبصرة بكل معنى الكلمة كي تواجهي الضربات وأنت واقفة صامدة لأن هذا سوف يساعدك على معرفة ما تواجهينه حقاً وبالتالي التحضير الجيد للخطوات التالية الواجب عليك القيام بها.

خطوة 2: إبتسمي رغم كل شيء

مهما بدت لكِ تحديات الحياة قاسية، لا تخسري إبتسامتك فهي رصيدك من الثقة والثبات، وهي معجزة أودعها الله تعالى عندك كي تقومين باللجوء اليها عند الحاجة، وسبحان الله أنتِ بحاجة لها دائماً وإعلمي بأن الابتسامة سلاح فعال للمواجهة كونها تتغلب على التحديات الصعبة بسهولة، لأنها ببساطة تنعش العقل بسرعة وتساعده على التفكير بمنطق وهدوء وروية وإتزان.

لذلك، وعندما تشتد الظلمة إبتسمي، أجل إبتسمي ولا تستخفي بهذا "التمرين" الجميل.

أتعلمين عزيزتي، لقد وجدتُ صعوبة في ذلك عندما جربت هذا الأمر لأول مرة وهمست أحدّث نفسي (يبدو بأنني مجنونة) ورغم ذلك، ورغم سوداوية التحديات الصعبة التي كنت أمر بها، ركزت على أجمل الذكريات وابتسمت.
لقد قمت بهذا التمرين فعلاً لدرجة أنني تفاجأت كثيراً فأنا لم أبتسم فحسب بل تحولت الإبتسامة إلى ضحك... ثم ضحكت من أعماق قلبي حتى أنني شكرت ربي على هذه التحديات التي دون شك لها أكثر من وجه إيجابي ويجب اكتشاف ذلك.

لذلك أبصري وتبصري وانظري، ولا تغلقي عينيك ولا قلبك، إبتسمي ثم واجهي ما يجري من حولك وبكل ثبات وثقة ، وإبتسمي، لأن كل شيء من حولي لا زال بخير، والحياة لا زالت مستمرة.

إنتبهي يا عزيزتي، لم ينتهِ العالم حين بكيتِ ولم ينتهِ ولن ينتهي أيضاً حين تبسمت وإن لم تهتمي أنتِ بنفسك جيداً، فإن قطار الثقة لن يبقى واقفاً بإنتظارك، لأن محطة الثبات دائماً هي بإنتظار الأشداء الأقوياء، فكوني قوية وواجهي ولا تنسي أبداً أن تبتسمي.

خطوة 3: لا تتلفي عقلك بطرح الأسئلة... ذاتها والتي لا طائل منها


من المؤسف أن ظاهرة عدم تقبّل الأمور بموضوعية أصبحت هي السمة البارزة في مجتمعاتنا ، إذ غالباً ما نسمع نمط معين من الأسئلة يتكرر عند كل حدث " سلبي" :

يا الله لماذا فعلتَ هذا بي؟

لماذا أنا دون سائر الخلق؟

ألا تعلم ظروفي؟

أسئلة كثيرة وقد إخترت "أخف" الأسئلة وطأة ... لأن هناك أسئلة (وعذراً على التعبير) فيها الكثير من قلة الأدب مع الخالق عز وجل .

تمهلي عزيزتي وحين تواجهين التحديات الصعبة لا تبدأي بإستعمال كلمة لماذا" مراراً وتكراراً، لأن الكلام السلبي يجعل المواجهة صعبة
 في حين أن المواجهة تتطلب الثبات والتحديات الصعبة تستلزم الثقة بالذات وليس الإعتراض واطلاق الأحكام وكأنك أنت الحاكم الذي يطلق أحكامه في كل إتجاه دون أي تبصر أو وعي أو إدراك ولا تحصري نفسك ضمن دائرة مغلقة ضيقة.

ومثال على ذلك، تخيلي بأن فقدت نظاراتك وتعتقدين بأنها كانت على الطاولة والآن أين هي؟ ثم ترددين نفس الجملة مراراً وتكراراً : اين النظارات لقد كانت هنا أنا متأكدة من ذلك.

هذه الطريقة لن تجدي نفعاً كما أنها ستؤثر سلباً على وعيك، وستمنعك من التفكير بأي حل آخر، وستمنعك من الذهاب للتفتيش في مكان آخر قد تكون النظارات فيه وليس على الطاولة كما تظنين.

لذلك لا ترهقي نفسك بل إستوعبي التحدي جيداً كي تكوني قادرة على إستخلاص الحل الأمثل لك لأن العنف، أجل وأنا أقصد جيداً هذه الكلمة العنف! العنف النفسي والعقلي سوف يقضي عليك لأن محاولة إيجاد الحل تحت وطأة الغضب والتوتر يتلف خلايا الدماغ ويدمرها بحيث تصبح مع مرور الوقت غير قادرة على تزويدك بالطاقة اللازمة للتفكير والإبداع وهذا بحد ذاته "عنف" ضد نفسك.

فهل تقبلين بذلك؟ ألن ترفعي الأمر لأقرب جمعية تهتم بشؤون المرأة؟ خاصة الجمعيات المتخصصة بالعنف ضد المرأة؟

خطوة 4: إكتسبي ... الخبرة

هي الخبرة، وقد تظنين بأنه لا بد لكِ أن تعيشي بنفسك العديد من التجارب كي تكتسبي هذه المهارة الفريدة من نوعها.

وهذا صحيح فالخبرة تتطلب منك إعادة النظر بالقرارات السابقة "الخاطئة" كي تدركي أين حصل الخطأ وكيف حصل وما السبيل لتجنبه الآن.

ولكن الخبر المفرح هنا أن الخبرة نكتسبها أيضاً وبجدارة عبر الاستفادة من تجارب الآخرين أيضاً لا سيما أولئك الذين تحدوا الصعاب وواجهوا التحديات الصعبة والقاسية بثقة وثبات واصرار وعزم.

لذلك لا تنطلقي في المواجهة من العدم بل تعلمي من إخفاقات البعض كي تتجنبي العادات التي أدت الى فشلهم،.
وفي نفس الوقت ابحثي عن الإلهام من الناجين الذين خاضوا التحديات الصعبة قبلك وتقبلّوا الكدمات وخرجوا من الصدمات منتصرين، فهؤلاء هم الدروس العملية في الثقة والثبات والقدرة على الصبر والمواجهة، ومنهم تكتسبين الخبرة اللازمة.

خطوة 5: كوني حاضرة... ذهنياً

بعد أن قررتِ انزال "الرحمة" بعقلك والاستفادة من تجارب غيرك كوني الآن حاضرة تماماً ، وهذا يعني عليك أن تفهمي جوهر التحديات التي تقومين بمواجهتها وهل هي حقاً تحديات صعبة؟ أم هي رسائل كي تعيدي التفكير من جديد في العديد التي تحصل في حياتك (العائلية، الأسرية، العاطفية، المهنية...).

يمكنك أن تسألي نفسك أسئلة تساعدك على فهم التحدي الصعب بشكل أوضح لمعرفة مدى تأثيره عليك، على سبيل المثال: لماذا هذا التحدي؟ وهل أنا قادرة على التصدي لهذا التحدي؟ هل أملك الشجاعة الكافية وأتمتع بالثقة اللازمة والثبات ؟ ما هي النتائج المحتملة إذا قدرت على ذلك؟ وما هي النتيجة إذا خسرت أثناء المواجهة؟ وهل....

لا تهدف هذه الأسئلة إلى حل المشكلة ، بل تهدف إلى المساعدة في جعلك على دراية كاملة بالتحدي نفسه ورد فعلك العاطفي تجاهه فالمواجهة تتطلب الحضور الذهني كي تتمكني بعد ذلك من التحلي بالثقة والثبات للمواجهة، إذ لا يمكن مواجهة المجهول.

وهنا لا بد من لفت نظرك الى مسألة في غاية الأهمية وهي أنك قد تطلبين المساعدة من الغير، ولا بأس في ذلك، ولكن كوني على يقينٍ تام بأنه لا يمكن للآخرين مساعدتك في الوصول إلى حل ما لم تعرفي أنت نفسك تفاصيل ما تواجهينه تمام المعرفة.

 لذلك لا تكوني "الضحية" بل كوني المرأة الواثقة القادرة الواعية لأنه في النهاية لا أحد سوف يحل مكانك، قد يعطي الآخر رأيه ولكن لا بد وأن تقرري بنفسكِ كيف ستتعاملين مع التحدي، 

 وإياك أن تقعي فريسة الشفقة على نفسك أو حتى جلد الذات، لا تكوني قاسية مع نفسك بل حافظي على ثباتك ورصيدك من اليقظة والوعي والإيمان فأنت بحاجة ماسة...لنفسك وأحياناً ( كثيرة) لن يكون أحد بجانبك سوى... أنتِ!

وهنا يأتي دور الثبات، أي القدرة على الغوص في تفاصيل الحل دون ملل أو تذمر أو القاء اللوم على أحد لأن الثقة بالذات هي طاقتك الفعالة للمواجهة ومن المهم أن تعلمي بأنه كلما قضيت وقتًا أطول في البحث عن الحلول خارج إطارك نفسك وعقلك وحدسك وتجربتك سواء الشخصية أو تجارب الآخرين العملية، كلما قضيتِ وقتاً أطول في تجاهل التحدي والهروب منه.

وما عليكِ هنا سوى إجراء تقييم دقيق للتحدي الحاصل ومقارنته مع قدراتك الذاتية ثم التصرف على ضوء ذلك.

فأنا أعلم جيداً كما تعلمين، بأنك سوف تتحدين نفسك لإيجاد الحل الأنسب وكلما أسرعتِ في مواجهة التحدي بثقة عالية وثبات أكيد كلما إزددت شجاعة وتوقف هذا التحدي عن كونه...مشكلة بل مجرد "حدث" طارىء يستدعي حلاً.

خطوة 6: تعرفي على نفسك

التحديات هي فرصتك الذهبية للنمو والتطور وفهم الحياة بصورة أعمق ، ولن يتحقق هذا النمو إلا من خلال إكتشافك لذاتك وما تتمتعين به من إمكانات لا حدود لها، إمكانياتك هذه والتي هي غير محدودة وفعالة للغاية في كل لحظة هي التي ستمدك بالثقة والقدرة والثبات والاصرار والعزيمة على الصمود بوجه التحدي.

وهنا قد تحتاجين الإنفراد بنفسك لإعادة شحن طاقتك وبث الروح في قلبك وعقلك ووجدانك، خذي وقتك مع نفسك ولا تتسرعي، إمنحي نفسك الفرصة كي تخلو بنفسها وتتحاور معها بعيداً عن الضجيج والضوضاء والألوان وكثرة الاحتمالات، فالصمت مهم هنا فهو سبيلك للسلام الداخلي لأنه سوف يمدك بالحكمة الحقيقية والتفكير العميق.

ودعيني أخبرك شيئاً جميلاً للغاية، وهي أن السعادة سوف تجد طريقها اليك وأنت في عز "الأزمة" لأن التحدي التي تقومين بمواجهته سوف يُعزز عندك جهاز المناعة النفسي والعاطفي والانساني، وسوف تتطور شخصيتك بشكلٍ اسرع مما كنتِ تظنين، أليس هذا رائعاً، هي معجزة الثقة وأعجوبة الثبات، هي أنتِ سيدتي.

هي أنتِ... إمرأة واعية تعرف نفسها تمام المعرفة. وتعرف جيداً بأن ما تملكه من قدرات لا متناهية هي سبيلها للنمو وهنا يشع طيف "الوعي" وكم هو جميل حين تدركين بأنه ومن خلال هذا الوعي، وعبر الثقة والثبات، بأن الآخرين ليسوا أفضل منك في إيجاد الحلول الملائمة، لأن الأمر كله يتعلق بالوعي، وأنت تملكين هذا السلاح وقادرة على استعماله في الوقت المناسب.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل الجميل أيضاً بأنك أصبحتِ قدرة على القيام ب "المهام الصعبة" بيسرٍ وسهولة لأن ما تتمتعين به من ثقةٍ وثبات يجعلك تتعاملين مع التحدي على أنه "نشاط" شيق لا بد من فك اللغز الخاص به، وبذلك تصبح المواجهة فن في معرفة الذات واكتشاف قدراتها الخلاقة، لأن "رحلة تحقيق الذات هي بحد ذاتها تحدي ومتعة" وهي بالفعل التحدي الأصعب و... الأجمل.

خطوة 7: تجنبي ... الأوهام

أثناء التركيز على إيجاد الحل، يتم الخلط بين التحدي نفسه وبين النتائج التي يمكن أن تترتب عليه.

والكثير يعاني أثناء الحل لسببِ بسيط وهو أن النتيجة هي التي تسيطر على تفكيرهم بشكلٍ أساسي ما يجعلهم يتوهمون كثيراً ويخافون الإقدام والمواجهة.

لذلك، دعيني ألفت انتباهك الى أن التشديد على النتيجة "المحتملة" والقلق المتزايد تجاها يجعلك تتوهمين القطة نمراً والنملة فيل والأحجار جبالاً.

في حين أنه عليك النظر للأمور من منظور إيجابي لأن المواجهة تحتاج التفكير المنطقي فلا تهملي هذه المهارة أبداً.

 حاولي أن تنظري للتحديات الصعبة بعيون أخرى، لا تركزي على جانب واحد فقط، بل عددي الخيارات واختاري الأنسب وليس المناسب فقط، ولا تأخذي بالاحتمالات التي تعزز عندك الخوف أو الشك بالنتائج لأن ذلك قد يتحول الى رعب يقضي حتى على تفكيرك.


أنا لا أبالغ على الإطلاق، لأن التركيز أو بالأحرى الخوف من النتائج المرتقبة يجعلك مكبلة بالأوهام والوهم لا يولد سوى الخرافات.

لذلك، أدعوك مرة أخرى للثقة بقدراتك والثبات على موقفك، حتى ولو بدت بعض التحديات هائلة وقاسية وكبيرة إستحضري كل مهاراتك وامكانياتك وأعظمها على الإطلاق ما تتمتعين به من وعي وإدراك وحسٍ بالمسؤولية،
 ركزي على ما تقومين به ولا تشغلي بالك كثيراً بالنتائج النهائية، سلطي انتباهك على العمل المطلوب ولا تقلقي، فالتحدي يستلزم اليقظة  والحل سيأتي تلقائياً والنتيجة بالتأكيد سوف تكون مرضية.

خطوة 8: استحضري ...رسالتك

إن الشعور بعدم القدرة على فعل أي شيء إنما يُخفي في طياته رغبة أكيدة بالقيام بشيء جديد نكون من خلاله أكثر رضا عن أنفسنا!

لذلك توقفي عن قول لماذا فقدت الرغبة بكل شيء ؟ لأن ذلك يولّد عندك حالة من الغضب دون أن تشعري بذلك، والغضب هو عدوك الأكبر، وقد يؤدي الى نتائج أكثر خطورة من التحديات الصعبة التي أنت بصددها.

حافظي على هدوئك، لا تنسي أن الثقة بالذات سلاح لا يُستهان به والثبات لديه القوة الخارقة للمواجهة، إستعيدي توازنك وإطرحي على نفسك السؤال المصيري:

ما الذي أريد أو يجب علّي تغييره لأصبح أفضل نسخة عن نفسي؟

ماذا أعني بذلك؟

بإختصار شديد إن أفضل نسخة للإنسان هي عندما يدرك أن هذا العالم خُلق لنا جميعاً وكل شخص منا عليه أن يترك بصمته في تاريخ الإنسانية.

لذلك استثمري ما تمرين به من ضيق للانطلاق نحو الأمام باتجاه الهدف الأسمى، وهنا إستعيدي الثقة العالية بنفسك والثبات الأكيد على النهج الذي آمنت به وأعيدي طرح السؤال على نفسك بصيغة أخرى:

ماذا يمكنني أن أفعل؟ كيف يستفيد غيري من وجودي؟

سؤال عميق والإحتمالات عديدة، خذي وقتك وأعيدي التفكير بكل شيء وبسبب وجودك في هذه الحياة،

أعيدي التفكير بمعنى حياتك نفسها ورسالتك ودورك فيها وبعد ذلك أعيدي تصويب الأمور بما يرضى الله سبحانك وبالتأكيد ... يرضيك.

إستفيدي من هذه المرحلة وثقي بأنه عندما تمرين بمرحلةٍ لا تدركين فيها ما الذي يجب عليك فعله، فهذا يعني بأن الفرصة قد حانت أو حتى تجددت من أجل إعادة تقييم مسيرتك وتقويمها على ضوء ما يحصل معك.


وبذلك يصبح التحدي الصعب بمثابة إعلان بأن المواجهة هي فرصة لإعادة ترتيب أولوياتك في هذه الحياة.

خطوة 9: خذي... استراحة واحتفلي

مهما بدت لكِ التحديات صعبة ولا تُحتمل قساوتها، توقفي قليلاً وخذي نفساً عميقاً وفتشي عن الأحداث التي تجعلك تحتفلين. أجل تحتفلين وأنا أعني ما أقوله، حتى في اصعب الظروف وفي ظلمة الليل هناك بصيص من نورٍ ، لا تتجاهليه، المواجهة هي انجاز  يستحق الاحتفال بشأنه.
 لذلك، فتشي عن شيء ايجابي وجميل مهما بدا صغيراً بالنسبة لكِ وإفرحي به، حتى لو قمت بخطوة واحدة ، قومي بتوجيه الشكر لنفسك وتهنئتها على هذا الانجاز لأن هذا سوف يزيد من منسوب الثقة بالذات.

وهذا سيساعدك بالتأكيد للعودة الى جادة الصواب وإعادة الزخم والثقة والثبات الى نهج حياتك، لا تستمري في القتال دون استراحة، خففي من سرعتك كي تسلمي.

والآن وبعد هذه الخطوات المفترض أن تأخذ حيزاً مهما من تفكيرك، دعيني أسألكِ:

إذا كنت قد إخترتٍ الطريق الذي سوف تسلكينه في هذه الحياة فهل عرفت إذاً ما الذي عليك فعله للسير قدماً في هذه الطريق رغم وجود العقبات والتحديات الصعبة؟

0 تعليقات