هل أنتِ في الطريق الصحيح؟ 15 سؤال للحياة التي أحلم بها

 

تطوير-الذات-المرأة-الطريق-الصحيح-سؤال

وتمر بنا الأيام ونمارس مهامنا المعتادة بصورة متشابهة وكأن الأحداث تعيد نفسها مراراً وتكراراً... ولكن صارحيني الآن: هل سألت نفسك يوماً هل أسير في الطريق الصحيح؟ وهل يجب أن تسألي نفسكِ هذا السؤال أصلاً ؟ وهل تدركين ماهية الطريق الصحيح؟


سأجيب أنا هذه المرة، بالتأكيد لا بد من ذلك. لأن تقييم أنفسنا باستمرار حتى في أدق المهام التي نتولاها يومياً من شأنه أن يساعد على الإرتقاء في طريقة الأداء كي يظهر للعلن بأبهى صورة وأجمل مثال.

والهدف الأساسي من طرح هذا السؤال هو الوصول إلى مرحلة تشعرين فيها بالرضا والسرور بشأن ما يحيط بك وما يخصك.

قد تجدين نصائح عدة في هذا المجال تدلك على الطريق الصحيح ولكن بالنسبة لي أفضّل دوماً أخذ العبرة من الواقع الذي أعيشه، فالخبرة كنز مهم جداً لا بل ثمين للغاية قد لا تدركين معناه إلا حين تمرين بموقف معين حينها تصبحين على يقين بأن التجربة الواقعية قد زودتك بما يلزم لمواجهة هذا الموقف وغيره من المواقف أيضاً.

ولنعد إلى صلب الموضوع الآن و إلى جوهر السؤال:

هل أنا في الطريق الصحيح وفق المسار الذي أريده تماماً؟ وهل أقوم بما يجب القيام به على النحو الذي يحقق الهدف الذي أصبو اليه؟

بداية لا بد أن نعّرف – حسب رأيي الشخصي- المقصود بالطريق الصحيح:

الطريق الصحيح ليس مفهوماً موحداً بالنسبة للجميع، وليس له حسب رأيي أيضاً تفسيرٌ واحد يتفق عليه الجميع،

فالطريق الصحيح بمعنى اعتماد السلوك الأنسب، هو طريق يختلف من شخصٍ إلى آخر.

أنا لا أتكلم هنا عن الأمور الجوهرية ذات التعريف الواحد، على سبيل المثال، الإيمان بالله سبحانه والقيام بالواجبات الدينية كاملة وبمنتهى الرضا والقبول والتسليم لمشيئة الخالق عز وجل!

بل إن ما اقصده هو الخيارات التي نقوم في حياتنا، ولهذا فإن المقصود بالطريق الصحيح هنا هو المسار المناسب بالنسبة لي.

وبذلك، فأن السؤال التالي يُعبّر حقيقة عما أقصده وهو :

هل أنا منسجمة مع نفسي حيال أسلوب حياتي اليومية؟ بمعنى هل أخترت النهج السليم في هذه الحياة؟

والأمر يشبه تماماً لحظة إتخاذ أي قرار مصيري في الحياة، إذ لا بد أن أسال نفسي بجدية هل إتخذت القرار الصحيح أي القرار السليم الذي يناسبني حقاً؟

لذلك، أدعوك صديقتي للتمهل والتفكير العميق والإجابة بصدق عن هذا السؤال بالنسبة لكل مسارات حياتك، إذ لا يُعقل أن تمر أيام عمرك تمر دون إستخلاص العبرة منها فاللحظات التي نعيشها ليست عبثاً أو من باب الصدفة، فهي هدية الخالق سبحانه لك فماذا فعلت بهديتك؟ فكري بالموضوع على هذا الأساس.

لذا، عليك إستغلال الهدية كما يجب دون أن يضيع عمرك سدى، وهذا ما يتطلب الشعور بأنك حقاً وحتماً في مكانك المناسب وعلى الطريق الصحيح، وبأنك موجودة حيث يجب أن تكوني موجودة وليس في المكان الذي تضعك فيه الظروف أو يضعك فيه شخص آخر دون أية ارادة منك سوى... الرضوخ لذلك دون وعي.

المعيار المهم هنا هو حالة الوعي الذي نعيشه، فهل أنت موجودة في المكان المناسب؟ أي في المكان الذي قمتِ بإختياره عن وعي وإدراك وبصيرة وتبصر وفهم وعلم؟ وصدقيني حين تصبحن على الطريق الصحيح، عندها لن تفكري في هذا السؤال أصلاً والشعور بالرضا سوف يكون طاغياً.

ما جعلني أفكر ملياً بهذا الأمر وأطرح على نفسي ثم عليكِ هذا السؤال، هو الآية الكريمة :

قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (سورة يوسف / الآية108)

وأنا أرى بأن الدعوة إلى الله تعالى ليست على المنابر فقط، بل يجب أن تتغلغل في كل نَفَس من أنفاسنا، الدعوة إلى الله عز وجل يجب أن تتجلى في كل تفاصيل حياتنا ومهماتنا وأحلامنا وطموحاتنا ونشاطاتنا، فهل السبيل الذي أعتمده لذلك هو السبيل الصحيح؟

وهل يسمح لي هذا السبيل بالتطور في الإتجاه السليم؟

فالحياة ليست مياه راكدة، بل تتطلب التحرك والتقدم بإستمرار، وترفض بشدة منطق الركود والخمول والتكاسل والسكون.

المهم أن ندرك جيداً بأن الحياة هي تماماً كالنقش في الصخر، تحتاج للمهارة والنشاط والحركة والأهم... للمرونة والليونة والحماس وبُعد النظر.

وبذلك فإن إختيار الطريق الصحيح يجب أن يترافق دوماً مع نية التطور نحو الأفضل.

وبالنسبة لي، فإن الأسئلة التالية يمكن أن تساعدك لمعرفة ما إذا كنت فعلاً تؤدين مهمتك على الصعيد الإنساني ككل بشكل صحيح بغض النظر عن الشاط أو الحرفة المهنة أو الوظيفة التي تمارسينها.

سؤال 1: هل تملكين الطاقة اللازمة للقيام بما يلزم؟

جميلٌ هو هذا الشعور الذي يجعلك تنهضين من السرير في الصباح الباكر وأنت تشعرين بالطاقة كي تبدأين في السعي لتحقيق أهدافك.

هذا الشعور المذهل بالحب والراحة والرضا بأن ما تفعلينه أنتِ يُحدث ضجة كبيرة في الكون من حولك، أي أن لعملك قيمة كبرى بنظرك.

تمهلي، وأجيبي نفسك بعفوية ودون عناء وجهد هل هذا هو شعورك تجاه عملك؟ وهل تشعرين بأنك "مفعمة بالطاقة" ؟ بمعنى هل تتشوقين من الناحية الجسمانية للقيام بعملك؟ وهل تشعرين بالنشاط حيال ذلك؟ وهل تحافظين على طاقتك كي تظلي على الطريق الصحيح؟

إذا كنتِ كذلك، فهذا شيء عظيم، لأن ذلك يُعد من أهم من المؤشرات الإيجابية التي تجعلك مطمئنة لأنك الطاقة تدل فعلاً على أنك تسيرين في الطريق الصحيح .

سؤال 2: هل تشعرين بالبهجة تجاه ما تقومين به؟

هل تشكرين الله سبحانه على المكان الذي أنت فيه؟ وهل تشعرين بأن "عملك" (بالمفهوم الواسع للكلمة) هو مصدر سعادة بالنسبة لك ويضفي على ذاتك الإنسانية قيمة مضافة؟ وهل تستطيعين من خلال عملك إعادة إنتاج أفضل نسخة عنك؟ الطريق الصحيح يكون في السعادة في هذا الطريق! فالطريق الصحيح يوجهك لإكمال المسير حتى في أحلك الظروف.
إن كان الأمر كذلك، فهنيئاً لك، لأنك بالطبع في الإتجاه الصحيح.

سؤال 3: هل تتمنين الفرار بعيداً؟

هل تتوقين في أعماق نفسك للفرار بعيداً؟
هل تحلمين بأن تأتي لحظة سحرية تتخلصين فيها من مهامك؟
وهل تعتبرين ما تقومين به كالعبء الجاثم على صدرك؟
وهل تشعرين بأنك في مكان ما تتحملين أكثر من اللازم وإن صبرك بدأ ينفذ؟

في حال كنت تمرين بلحظات أو حتى بأيام تشعرين بأن ما تقومين أصبح عبئاً عليك، تمهلي، خذي نفسك عميقاً وصارحي نفسك بأسباب هذا الشعور فأنت أعلم الناس بها، فكري وحللي كي تُلهمي السبيل الأفضل لإستعادة نشاطك والعودة بنفسك الى الطريق الصحيح، وخذي مثال على ذلك، الوظيفة ومتى عليك التخلي عنها، لأنه في بعض الأحيان عليك أن تعرفي متى يكون ترك الوظيفة هو اختيار للطريق الصحيح، فلا تخافي وإعلمي ماذا عليك أن تفعلي كي تحافظي على توازنك وسعادتك واستقرارك.

سؤال 4: هل أنتِ على دراية تامة بشأن الطريقة التي تمضين بها وقتك؟

أن الهدف الذي تسعين لتحقيقه سوف يخلق لديك دافعاً داخلياً كبيراً للتقدم، هذا الأمر يتطلب منك الجدية والمثابرة للبقاء دوماً على الطريق الصحيح بمعنى التخلص من جميع المشتتات الخارجية (وحتى الداخلية) التي تسرق الوقت منك، هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، وضع جدول بالأولويات ، فأنت لا تنجزين عملك بطريقة عبثية، بل بمنتهى الدقة والإنتباه.

يقول تيم فيريس :

ليس لديك وقت لأنه ليس لديك أولويات.

فإذا كنت تعرفين أولوياتك جيداً فأنت لا شك في الطريق الصحيح فالعلاقة متينة بين الأولويات والطريق الصحيح.

سؤال 5: هل أنتِ مستعدة لتحمل "القلق" المحمود؟


أقصد بالقلق المحمود أو المرغوب فيه، هو ذاك الشعور الذي يتغلغل بداخلك لحثك على ابتكار ما هو أفضل لك ولمحيطك ، الطريق الصحيح يدفعك للنمو وينمي في أعماقك حس التناغم مع الأشياء المحيطة بك كي تعطي أجمل ما عندك.

هذا النوع من القلق، لو جاز التعبير، هو الذي يمدك بالطاقة اللازمة لتحدي الصعوبات التي تواجهك بكل صلابة ورضا وحتى بفرح.

أجل الفرح الذي يحتل الحيز الأكبر من قلبك، بمعنى إنعدام التذمر والتململ واللامبالاة والتجاهل لكثيرٍ من التفاصيل الهامة. فإذا كنتِ فرحة بهذا المعنى فهذه لا شك علامة جيدة وهامة في مسيرة حياتك وكوني على ثقة بأن عدم التذمر  مؤشر على اختيار الطريق الصحيح لأنك بهذه الطريقة تحافظين على توازنك وتتجنبين الكثير من الأزمات النفسية .

سؤال 6 : هل أصبحتِ تشعرين بأن الوقت "يفر" من أمامك؟

حين تصلين الى مرحلةٍ تشعرين فيها بأن الوقت قد أصبح ثميناً للغاية، بحيث لا تستطيعين إهدار دقيقة واحدة منه (وهذا ليس معناه التخلي عن أوقات المرح والفرح والتسلية) فهذا يشير الى أن "وقتك" قد أضحى من "مقتنياتك" الثمينة جداً على قلبك وبأنك لست على إستعداد للتلهي عنه بأية مشتتات لا فائدة فيها أو منها، وهذا بالتأكيد يعني بأن الطريق الصحيح واضحاً وجلياً تماماً أمام ناظريك، وأن الحماس والشغف قد أصبحا من المستلزمات الأساسية في مسيرة حياتك وأن استثمار الوقت هو الطريق الصحيح بإتجاه النجاح وإثبات الذات وسعادتها.

سؤال 7: هل تملكين الشجاعة الكافية للإستمرار؟

إذا كنت تشعرين بأن الحياة مجرد إختبار وأن دورك فيها مهم للغاية وأنت مستعدة للتحلي بالشجاعة للتصدي لجميع الأحداث التي تواجهك دون مواربة أو أي إحساس باللوم أو الإحباط أو الغضب.فإحمدي الله تعالى على هذه النعمة، وإستمري للأمام لأنك على الطريق الصحيح يا عزيزتي.

وإعلمي أن هذه المشاعر السلبية تواجهنا جميعاً دون إستثناء، والشجاع هو من يراها مرحلة عابرة في مسيرته وليست محطة قابعة أمام عينيه تحجب عنه أشعة الشمس الساطعة وتمحو من أمامه آثار الطريق الصحيح ، شجاعتك دليل بأنك ثابتة على الطريق الصحيح وقادرة على تجاوز اختبارات الحياة.

فالشجاعة التي نبديها على الطريق هي وحدها التي تتيح  للطريق أن يظهر - باولو كويلو

سؤال 8: هل تتمتعين بعقلٍ يقظ وقلبٍ نابض؟

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم / أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم:

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ( سورة الحج/ الآية 22)
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد / الآية 24)

نحن لسنا بحاجة للعلم الحديث كي يثبت لنا إعجاز القرآن الكريم في كافة المجالات، ولكن المولى حثنا على طلب العلم :

" وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه / الآية 114)

وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن هناك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وذلك من خلال قياس نشاط القلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل. ما يعني بأن للنفس قلباً يقظاً لا يُستهان بدوره على الاطلاق.

من هنا ندرك أهمية السؤال عن يقظة القلب، ورغبته الفعلية في التجديد والبحث عما هو أفضل في كافة المجالات بما فيها العبادات أيضاً، فالأمر لا يجب أن يقف على مجرد طقوس نمارسها كالآلات... كما أن ما نتولاه من مهمات يجب أن يتخلله أفكار خلاقة ومبادرات بنّاءة بصورة حثيثة ومستمرة.

بإختصار الطريق الصحيح الواجب عليكِ سلوكه هو الطريق الذي يُعيد الى نفسك اللذة والمتعة بطعم الحياة ومعناها فينتعش قلبك وكذلك روحك وعقلك لأن هذا دليل قوي بأنك تسيرين في الإتجاه الذي سيلبي طموحاتك سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة بإذن الله تعالى، وإعلمي أن اليقظة تدلك على الطريق الصحيح لأنها تفتح الأفق أمامك في كافة المجالات.

سؤال 9: هل إخترتِ لنفسك الصحبة الصالحة؟

حين يكون الشخص على الطريق الصحيح، فهذا يعني بأنه قد تجاوز مرحلة التردد في إختيار الأشخاص الذين يود فعلاً ان يكونوا أصحاب دربه، ومرآته الحقيقية في هذه الحياة، الصحبة الصالحة بدءاً بالعائلة المنسجمة المتآلفة تعّزز ثقتك بنفسك وبخياراتك وتنعش حياتك وتضفي عليها معنى أجمل وتجعلك تشعرين بقيمة وجودك كما تحثكِ على التقدم والسعي الدؤوب، وهذا مؤشر هام على سلوكك الطريق الصحيح فالصحبة الصالحة طريق صحيح نحو البركة في الحياة.

سؤال 10: هل لديك يقين بأنكِ شخص مفيد في هذه الحياة؟

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على قلب مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.

لا أدري هل يمكن أن يضيف المرء كلاماً فوق كلام سيدنا ومولانا وقدوتنا في هذه الحياة؟

عزيزتي، خذي وقتك، تمهلي، تنفسي الصعداء وأجيبي نفسك بصدق، هل ينطبق عليك ما أورده سيد الخلق عليه أفضل والسلام!

إذا كنتِ تطبقين هذا المنهج، ثقي بأن عين الله تعالى ترعاك، وأنت ودون أدنى شك تسيرين على الطريق الصحيح ونحو الهدف السليم بإذن الله عز وجل! فطوبى لك لأن الطريق الصحيح يبدا حين ينتفع الناس من  انسانيتك وهذا ما يعود بالنفع عليكِ أنتِ.

سؤال 11: هل تخليتِ عن الأشخاص، الأشياء، الأفكار والعادات التي تعيق مسيرة تقدمك؟

حين تدركين جيداً كيفية إختيار الصحبة الصالحة ، فهذا يعني بالتأكيد بأنك سوف تعرفين إختيار كافة المسائل الكفيلة بإبقائك على الطريق الصحيح، وهذا ما يتطلب منكِ بالنتيجة التخلي عن كل شيء... لا يناسبك ولا يحقق طموحاتك، فكي يبقى الطريق الصحيح سالكاً لا بد من تعلم فن التخلي  وأن تزيلي من أمامك ما يمنع مسيرة تقدمك حينها سوف تنجحين وتبدعين حقاً.

سؤال 12: هل بنيت عالمك الخاص من... الثقافة؟

كي تحافظي على مكانتك ومكانك الصحيح في هذا العالم الذي أضحى يتغذى على المنافسة، عليك أن تبني عالمك الخاص من المعرفة والثقافة والإطلاع، إعلمي أن البقاء على الطريق الصحيح يستدعي أن تكوني على أهبة الاستعداد للتعلم والتطور والتقدم أكثر فأكثر ، والأهم من ذلك أن سلوك الطريق الصحيح نحو الثقافة هو كنزك الثمين لأنه يحقق لك الصحة النفسية كي تستقري وتسعدي وتستمري.

سؤال 13: هل أنتِ ...موجودة فعلاً؟

المرأة التي تريد أن تبقى على الطريق الصحيح، عليها أن تعي جيداً ما الذي يجري من حولها وذلك بالنسبة للأحداث الكبرى الهامة ، ليس بالضرورة معرفة الشركة العالمية التي أنتجت آخر نوع من العطورات الفاخرة، ولكن بالتأكيد لا بد من معرفة أننا أصبحنا في زمن الذكاء الاصطناعي، ومن الذي يحكم الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي! فالطريق الصحيح يوصلك للمكان الذي يركز عليه العالم من حولك، ومن الضروري أن تكون حاضرة وعلى إطلاع بغض النظر عن مدى موافقتك أو رفضك لما يجري، المهم أن تعرفي كي تتعلمي وتدركي أين هو موقعك بالتحديد. 

سؤال 14: هل تفكرين ب... الموت؟

هذا ليس سؤالاً للتشاؤم، بل لحثك على المضي قُدماً ، إنه الشعور بالمسؤولية تجاه نفسك وتجاه ربك، وتجاه الغاية التي خُلقتِ من أجلها، فالحياة مهما كانت طويلة تبقى مجرد مشوار نمضيه هنا بين خفاياها قبل أن نمضي الى هناك.

وإعلمي بأن الغاية من تذكّر الموت هو أنك سوف تعملين بجدية أكثر وانضباط خارق يجعلك تخترقين الحواجز مهما بدت لكِ عالية أو صلبة، فلا شيء يمكن أن يقف بوجه الارادة الصلبة. وما عليكِ سوى أن تفكري بهذا الأمر بإيجابية وسعادة كونك تعملين لدنياكِ وآخرتكِ بحيث تزرعين الأثر الطيب في كل اتجاه، وهذا بالطبع لأنك على الطريق الصحيح ، لأنه عندما تدركين جوهر الموت تعرفين معنى الحياة ما يجعلك ثابتة على الطريق الصحيح.

سؤال 15 : هل تُغرقين نفسك ... بالديون؟

في اللحظة التي تدركين فيها حجم دورك في هذه الحياة وأهميته خلال الفترة -القصيرة- المتاحة أمامك سوف تتقنين كيفية انفاقك للأموال التي تحصلين بحيث لا تفقدين السيطرة على مصاريفك واغراق نفسك بالديون التي لا طائل.

فإذا كنت على الطريق الصحيح فهذا يعني حرية مالية ويؤكد بأنك "ناضجة" من الناحية المالية وتديرين كافة نشاطاتك بصورة سليمة وصحيحة.

سؤال 16: هل توقفتِ عن تقديم الأعذار؟

حين تصلين لمرحلة متقدمة من الوعي والنضج، تتوقفين حينها عن تقديم الأعذار سواء لنفسكِ أو حتى لغيرك، بحيث تصبحين متمكنة من مسألة هي غاية في الأهمية وتتلخص في نقد الذات، بمعنى تقييم الأداء بشكلٍ دوري ومستمر بهدق التطور والتقدم والنمو.

أن التوقف عن تقديم الأعذار والعمل على حل الصعاب التي تعترض طريقك ( والتي لا بد منها) بصورة منطقية وموضوعية دون الاستسلام للوهن والحزن والاكتئاب نتيجة عدم التنفيذ، ومعرفة كيفية استعمال كلمة "لا" حيث يجب استعمالها، يعني بأنك حتماً تسيرين في الطريق الصحيح، ومن جدَ ... وصل، الطريق الصحيح يعني "التخلص من الأعذار".

سؤال 17: هل صنعتِ... الخير في دروب الآخرين؟


أن تكوني على الطريق الصحيح، معناه أن تعرفي جيداً ماذا تريدين من هذه الحياة، ورغم أهمية ذلك،إسمحي لي أن أصارحك بأن هذا ليس كافياً على الإطلاق، لأن السعادة الحقيقية هي أن تزرعي الخير في دروب الآخر كي يثمر سعادة وبهجة في قلوبهم، فهل هذا هو واقعك الحالي، الطريق الصحيح يعني الخير  للغير وهذا ما يفيدك كثيراً في حياتك.

سؤال 18: هل تتحكمين في جميع خياراتكِ؟

حين تكونين على الطريق الصحيح فأنت تعرفين جيداً الخطوات الواجب اتخاذها الآن وكذلك خطواتك المستقبلية وبالتالي فإن كل شيء في حياتك يسير وفق مشيئتك وتحت سيطرتك، وأنتِ التي تتحكمين فيه وتتحملين كامل المسؤولية الناتجة عنه والأهم من ذلك كله أنك امرأة تعرف جيداً كيف تهتم بنفسها والإعتناء بها على أكمل وجه، الطريق الصحيح هو التصرف الصحيح للمضي قُدماً .

سؤال 19: هل سامحتِ... نفسك؟

جميعنا يرتكب الأخطاء، ولكن المرأة الواثقة من نفسها ومن صحة خياراتها والتي تنوي البقاء على الطريق الصحيح بغية تحقيق مرادها في هذه الحياة، تدرك جيداً أن جلد النفس يعيق تقدمها، ما يجعلها تتعلم من هذه الأخطاء ولعل الخطوة الأولى بهذا الإتجاه تعني مسامحة نفسها عن أخطائها والمضي قُدماً بكل ثقة وإعتزاز، وإعلمي ان التسامح هو الطريق الصحيح والخيار الأمثل.

سؤال 20: هل لازلتِ... تركضين؟

إذا كانت الرغبة لديك لا تزال جامحة ... للركض وراء الأهداف التي تبدو لكِ جميلة وفاتنة، فهذا معناه بأن أهدافك الخاصة لم تُحدد بعد وعليكِ معرفة السبب الحقيقي لذلك، فالنضج والوعي يحتم عليك اتباع سياسة السير على الطريق الصحيح بعد أن عرفت ما هو مهم في حياتك وقمت إعطاء الأولوية لهذه الأمور، بحيث أصبحتِ حاضرة ومدركة تمام الادراك لما تقومين به دون ركض ( الا إذا كان لممارسة الرياضة فهذا شيء جيد بالتأكيد) الطريق الصحيح هو البصيرة والروية، فكوني يقظة على الدوام وإبحثي جيداً عن معنى البصيرة كي تستلمي زمام حياتك بيدك.

هذه هي الأسئلة التي ستعينك على معرفة الإتجاه الذي تسيرين فيه، فكري بها بهدوء تام ولتكن إجاباتك عفوية صادقة نابعة من صميم القلب والروح، لأنك بذلك تقيّمين معنى وجودك وأهمية دورك في هذا العالم وتدركين عن وعي نوعية الزاد الذي تزرعينه لدنياك وآخرتك

ولكن! لم ننتهِ بعد، لأن ثمة أمر في غاية الأهمية، وهو الثبات والشعور بالأمان، بمعنى أنك في حال أصبحت مدركة بأنك تؤدين ما عليك على أحسن وجه وتسعين دوماً للتقدم والتطور نحو الأفضل فإنه من الأفضل لك أن تثبتي بحيث لا تتركين أي مجال للشك للدخول إلى قلبك أو التراجع عن... الطريق الصحيح.

لأننا أحياناً ورغم معرفتنا بأن ما نقوم به صحيح فإننا نعيش لحظات الشك.

أجل الشك، ولهذا الشعور أسباب كثيرة، قد تكون آراء الغير ، أو ربما حالة الإعتياد على الأشياء، أو حتى الخوف، الخوف من عدم تجاوز الصعاب التي تواجهنا،

وتذكري بأن الخوف إذا ما بقى ضمن الإطار الصحيح فهو شعور طبيعي، فهو الطاقة المحفزة لإجتياز الصعوبات والتحديات وهذا أمر شيق بحد ذاته، فطاقاتنا العقلية والفكرية والروحانية تتطور أكثر مع تطور الأحداث من حولنا، إذ ليس الشجاع من لا يواجه المخاطر بل الشجاع هو من يبادر ويقوم بما عليه القيام به وذلك على الرغم من الخوف أو القلق أو حتى الإضطراب الذي يعتريه في بعض الأحيان.

وهنا لا بد أن تتمهلي وتنتبهي كي لا تقعي في الفخ. أجل فخ الشك!

فأحياناً قد نعتبر بأن هذا الخوف هو دليل على أننا لسنا في الطريق الصحيح أو في المكان المناسب، أبداً على الإطلاق، هذا شيء عادي جداً يمكن أن نتخطاه بمنتهى السهولة إذا ما أعطيناه حجمه الحقيقي.

لذلك إذا كنت متيقنة بأنك على الطريق الصحيح لا تستسلمي " للوسواس" الذي يعيد عليك السؤال نفسه مئات المرات ( هل أنا في المكان المناسب وحيث يجب أن يكون) إهملي هذا الوسواس وركزي وبمنتهي الوعي والتيقظ على الإنجاز وتحرري من أي فكرة لا طائل منها سوى إنهاك عقلك وتشتيت عاطفتك.

والآن سننهي جلستنا بهذا السؤال، في حال استعرضت الأسئلة وقمت بالإجابة عليها ووجدت بأنك فعلاً تسيرين في الطريق الصحيح فما هي أول خطوة قد تتخذينها كي تضفي على حياتك معنى أكثر فأكثر بحيث تصبح أكثر ثراءً ( على كافة المستويات ) سواء بالنسبة لك وللآخرين ؟


0 تعليقات