8 عبارات مدح يجب أن تتوقف عنها مع أطفالك | احذر هذه العبارات التحفيزية لطفلك


مجاملات-أطفال-ثناء-توقف

هناك بعض عبارات المدح والثناء التي نقولها للأطفال من باب رفع معنوياتهم، ولبناء ثقتهم بأنفسهم، وتقدير ذاتهم، ولكن في حقيقة الأمر قد تكون ضارة جدًا بدون قصد. إن استخدام التأكيد الإيجابي (التأكيد على الأفعال الحميدة) من الأشياء الهامة لبناء شخصية الطفل بشكل سليم، ولكن عبارات المدح والثناء في كل وقت وعلى كل موقف يجب أن يكون بحساب، فهناك بعض عبارات المدح تكون سلبية، وضارة، يجب أن نستبدلها بعبارات أخرى مثمرة في الوقت المناسب وبالشكل المناسب.

يمكن أن لا تٌحدث بعض عبارات المدح والثناء فرق في حياة طفل في الثالثة من عمره. ولكن عندما يكبر الطفل نحتاج إلى المزيد من التفكير في كيفية مدحه. فعلى كل مربي أن يتعلم بعض من هذه العبارات لتجنب إلحاق الضرر بأطفاله. إليك 8 عبارات مدح يجب أن تتوقف عنها مع أطفالك:

العبارة الأولى: 

"أنت ذكي"

 قد تبدو لك عبارة لطيفة، رائعة، وذات وقع مميز على مسامع الأطفال، ولكنها قد تتسبب في إحباط بعض الأطفال وإساءة فهم معنى الذكاء في عقولهم. 
مما لاشك فيه أن الأجيال السابقة كانت تفتقر إلى هذا النوع من عبارت التشجيع، والمدح لأبناءهم. و على النقيض، فإن هذا الجيل يعاني من عبارات المدح المبالغ فيه، ومحاولة التعويض المستمرة الغير مثمرة في كثير من الأحيان.
إن الهدف من  عبارات المدح هو تشجيع سلوك إيجابي وذلك وفقا لما حدده خبراء تنمية الطفل، ولكن الذكاء ليس سلوك، ولا يمكن ان يتحكم به الطفل. لذلك فإن الثناء على الطفل (كونه ذكيًا) أمر غير مجدي لأن الأطفال عادة ما يفكرون أن الذكاء أمر فطري يولد به الانسان، وأن لكل إنسان حصته من الذكاء التي لا يمكن أن يتحكم بها.

 فإن كان العمل الدراسي يسير بسهولة وسلاسة، فالطالب ذكي، أما إذا تعثر الطالب في بعض المواد فإنه ليس ذكي، لذلك عندما يفشل في مرة يُحبط ولا يستطيع المحاولة مرة أخرى لأن في اعتقاده أنه لن يستطيع؛ الأذكياء فقط من يفعلون.

أظهرت الدراسات أن مدح الوالدين أطفالهم على العمل الشاق، أو الجاد بدل من قدراتهم المتأصلة فيهم، والتي لا يستطيعون التحكم بها، يطور مهاراتهم، ومثابرتهم، وقدرتهم على السعي بشكل أكبر. فبدل من قولك: (أنا فخور بك لأنك ذكي)، فمن الأفضل أن تقول (أنا فخور بعملك الجاد في الرياضيات)، أو (أنا فخور بمحاولاتك الدائمة في دروس اللغة الإنجليزية).

 هذه العبارات تبرهن للطفل أن النجاح يرجع إلى الجهد المبذول والمحاولات المتكررة وليس لمعدل الذكاء الذي ليس له دخل به. ذلك يجعله يحاول ويعمل بجد أكثر في كل مرة يخف فيها للوصول إلى النجاح بدلًا من الاستسلام لفكرةأنهم ليسوا أذكياء بالقدر الكافي.

العبارة الثانية:

"أنا فخور بأنك حصلت على العلامة الكاملة"

مما لا شك فيه ان الآباء يفرحون بحصول أبنائهم على علامات ممتازة أو كاملة، ولكن ما يجب مدحه هو التقدم والتحسن بدل من النتيجة النهائية. توقف عن مدح نتائج أطفالك.

من الجدير بالذكر أن الأبحاث أثبتت أن هؤلاء الذين يتمتعون "بعقلية نموّ" يعيشون حياة أكثر سعادة من أصحاب "العقليات الثابتة". 

يتميز أصحاب "عقلية النموّ" بأنهم قادرون على تحسين أدائهم من خلال بذل المزيد من الجهد. ممّا يجعلهم في نهاية المطاف يتفوّقون على أولئك الذين يمتلكون عقلية ثابتة حتى وإن كانت مستويات ذكائهم أقلّ من غيرهم. ويكمن السبب وراء ذلك في أنّ أصحاب عقلية النموّ يتقبّلون التحديّات ويتعاملون معها على أنّها فرص لتعلّم أمر جديد.

بينما يعني امتلاك عقلية ثابتة أنّك تؤمن بأنك ما أنت عليه، ولا يمكنك أن تتغيّر، الأمر الذي يخلق العديد من المشكلات عندما تواجهك أيّ تحدّيات، لأنه وفي حال صادفت أيّ موقف قد يكون أكثر ممّا تستطيع أن تتحمّل، ستشعر على الفور بالعجز والارتباك.(العقلية الثابتة هي التي تعتقد أن الصفات، والقدرات، والكفاءات، والمواهب محددة مسبقا منذ الولادة، ولا يمكن تغيرها.

 أظهر بحث من جامعة ستانفورد أن الأطفال أصحاب "عقلية النموّ" تحسنوا بشكل أكبر في التحصيل الأكاديمي،  ومهارات الدراسة بشكل عام،  ذلك لأنهم أيقنوا أنهم يستطيعون التحسن إذا عملوا على نقاط ضعفهم بشكل أكبر. 

ترجع فائدة تشجيع الأطفال على تنمية  "عقلية النموّ"، أنها سوف تساعدهم على اتخاذ المرونة منهج في حياتهم، فيتقبلوا لحظات الإخفاق ويعملوا بجد في كل مرة حتي يحققوا أهدافهم في الحياة. بناء على ذلك فإن افضل طريقة لمدح الأطفال على درجاتهم هي مدح الجهود التي بذلوها والتي أدت الى هذا النجاح، وتعليمهم تقبل الخسارة والإخفاق.

العبارة الثالثة:

"إن أعمالك الفنية رائعة جدًا"

تعتبر هذه العبارة خادعة بعض الشيء لأنها توحي بأنها مدح لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، بينما هي على العكس تؤدي إلى زعزعة ثقة الطفل بنفسه. إن مدح الطفل وتشجيعة بهذه الطريقة يدفعه إلى النظر خارج نفسه للحصول على الاستحسان والقبول، فيتعلم أنه يمكن دائمًا تقييم عمله من قبل الاخرين.

 غالبا ما يلجأ الطفل إلى إنتاج رسومات بجهد أقل، واختيار الأعمال البسيطة بدلًا من الأعمال الأكثر تحديًا، لأنه لا يريد أن يفقد ثقة والديه فيه، ولا يريد أن يرسم أشياء غير جميلة حتى يواصل الوالدين عبارات المدح بنفس الطريقة ذاتها، فيلجأ إلى الطريقة الأكثر أمانًا، وهي رسم لوحات بسيطة جدًا، خالية من الابتكار والتطور.

لتجنب الوقوع في ذلك الفخ بدون قصد، قم بمدح تفاني الطفل في مشروعه، وقدم له تفاصيل حول اللوحة مثل: (أرى أنك استخدمت نسيج هائل في إظهار لون الصحراء)، ثم اسأل عن رأيهم في عملهم، وحثهم على التعبير وابداء الرأي. حاول ألّا يكون مدحك وقبولك لعملهم هو المهم، بل رأيهم، واستحسانهم، وقبولهم لما انتجوه هو الأهم.

تتركز مهمتك الأساسية في تعزيز اهتمام الأطفال بما يفعلونه فلا بد أن تركز على الجهد المبذول، وماذا فعل الطفل، وما كان يشعر وهو يرسم، بدلًا من تقييم المنتج النهائي. بذلك تكون قد قدمت له درس في تقديم النقد البناء بدلًا من تعليمه أنه يملك حرية تقييم أعمال الآخرين ومدحها أو ذمها بدون الالتفات إلى الجهد المبذول في هذه الأعمال.

العبارة الرابعة:

"أنت ولد جيد/ فتاة جيدة"

إن مدح الطفل كونه "جيدًا" يعطي انطباع للطفل أنه يمكن أن يُقيّم على شخصه وليس على أفعاله، لذلك فهو يعتقد بأنه إما جيد أو سيء، بدون محاولة منه لعمل أشياء جيدة بالفعل. ولكن ما الخطأ في أن يكون جيد؟
 تقول دكتور ماركهام مؤلفة كتاب peaceful parent, happy kids: 
يعرف الأطفال جيدًا أنهم ليسوا دائما جيدين، وأنه أحيانًا يكون لديهم أفكار، ومشاعر ،وتصرفات تزعج البالغين ولا يحبونها، لذلك إذا أخبرتهم أنهم جيدين باستمرار، فسيكون عليهم فعل أحد شيئين: إما أن يفعلوا شيء ليظهروا لك عكس ما تتوقع، عن طريق التصرف السيء ليثبتوا لك (انهم ليسوا جيدين)، وإما أن يحاولوا أن يبقوك مخدوعًا لفترة أطول. يشعر الأطفال في ذلك الوقت أنه يتعين عليهم إخفاء ذواتهم الحقيقية حتى يحصلوا على استحسان منك. قد يحاول بعض الأطفال أن يكونوا مثاليين وهو الأمر الأسوأ.

العبارة الخامسة:

"هذا رائع Great job"

يُلاحظ أن كثير من الآباء ينتهي بهم الأمر بقول هذه العبارة ما يقرب من مائة مرة في نهاية اليوم ظنًا منهم بأنهم يحفزون أطفالهم، ويمدحون أفعالهم، ولكنها في الواقع ليست طريقة فعالة لتحفيز الأطفال، كما أنها ليست عبارة مدح جيدة خاصة إذا ما كانت تُكرر بشكل متلاحق.

تقول دكتور ماركهام:

 إن الثناء المستمر والكثير على أفعال الطفل يجعله يتعلم أن يبحث دائما عن المدح عقب كل مهمة، بل إنه سوف يقوم لاحقًا بعمل المهام فقط للحصول على المدح،  ويتوقف عن إيجاد هدف أو قيمة من هذه المهمة أو العمل غير المدح، وذلك بدوره يسرق دافع الطفل، ويقلل من حماسته وخاصة إذا لم يحصل في مرة من المرات على الثناء المطلوب.

بالطبع نحن نحب أطفالنا ونريد دائمًا أن نُشعرهم بالمزيد من الرضا عن أنفسهم، ولكن الثناء والمدح على كل شيء كبير أو صغير يفعلونه يجعل المدح يفقد معناه.

أظهرت دراسة في ولاية "أوهايو" أن الثناء المستمر يعزز النرجسية لدى الطفل وليس تقدير الذات. أيضًا نظرا لأن جملة (عمل عظيم – احسنت ) وما إلى ذلك من عبارات المدح والثناء غير محددة، ذلك لأنها لا تعطى الطفل أي معلومات فعلية حول ما أحسن فيه أو ما جعل عمله رائعًا. عليك أن تكون أكثر دقة وتمدح الطفل بشكل تفصيلي حتى يتمكن من التعلم ومحاولة التحسن في كل مرة.

العبارة السادسة:

"أنت جميلة جدا"
" تكمن المشكلة في الرسائل التي تتلقاها الفتيات من كل جبهة".

دكتور براون 


قد نلاحظ مظهر الفتيات، وملابسهن، وشعرهن غالبًا أكثر من الأولاد، لذلك يبدو من الطبيعي أن نقوم بتقديم عبارات المدح والثناء عليهن، ولكن هذا دليل على التفرقة بين الجنسين. 

تنمو الفتيات في ثقافة تربط دائمًا بين قيمة الفتاة ومظهرها الخارجي، لذا فإن الرسالة الجماعية التي تصل إلى الفتيات هي أنه يجب عليهن أن يكن جذابات طيلة الوقت ليكن لهن قيمة.

يعد الجمال أيضًا من الأشياء التي لا تستطيع الفتاة السيطرة عليها ولا يمكنها فعل شيء حيال مستوى جمالها، لذلك إذا شعرت الفتاة أنها ليست جميلة، فقد تشعر بأنها غير محبوبة وفي نفس الوقت لا يمكنها فعل أي شيء لتحسين هذه النتيجة. أو قد تبذل الكثير من الجهد في محاولة الظهور بمظهر جميل بدلًا من التركيز على مهارات واهتمامات أخرى أكثر قيمة. تقول دكتور ماركهام:
"بشكل عام، لا يوجد سبب لتقييم مظهر الطفل – كل سبب يمنعك من ذلك"

العبارة السابعة:

"انت الأفضل you are the best"

حتى لو كان طفلك بالفعل الأفضل في فعل شيء ما (وهو أمر غير محتمل بشكل كبير)، فإن إخبار الأطفال بأنهم كذلك يخلق داخلهم توقع غير حقيقي بإنجاز أي مهمة مهما كانت صعبة أو لا تناسبهم، وسيحاولون فعل أي شيء لدعم هذا الرأي (أنهم الأفضل).

إن هذه الطريقة في المدح والثناء المطلق يمكن أن تضع الكثير من الضغط على الأطفال ليشعروا بأنه يتعين عليهم دائمًا أن يكونوا الأفضل في ما يفعلونه، وهو معيار يمكن أن يكون مرتفعًا جدًا بشكل لا يطاق بالنسبة لطفل. إن مثل هذا الضغط يشعر الطفل بعدم الكفاية وخاصة إذا شعر الطفل بأنه لا يستطيع أن يرتقي إلي مثل هذا المستوى فيمكن أن يؤدي هذا المدح إلى نتائج عكسية ويعطي للأطفال إشارة بأن يركزون فقط على الأنشطة التي يعرفون أنهم يستطيعون التفوق بها. وبالتالي يمنعهم ذلك من تجربة أشياء جديدة.

إن انشاء معايير واقعية للطفل، يمكن بلوغها بمجهود واقعي، تعد أفضل الطرق لتحفيز الأطفال. فإسلوب المقارنة ومحاولة الوصول لمستوى معين ليكون الأفضل بين الجميع غير مجدي وله نتائج عسكية ولكن من الأفضل مقارنة الطفل بنفسه والثناء على النسخة الأفضل منه هو شخصيًا وكيف تغيرت عن نسخه السابقة، ويعد هذا أسلوب اكثر فاعلية.

العبارة الثامنة:

"عبارات المجاملات الغير صادقة"

إن الأطفال يعرفون جيدًا إذا ما كنت غير مهتم، أو فخور بإنجازاتهم. يمكن للأطفال إدراك شعورنا بخيبة الأمل فيهم، أو عندما يكون مدحنا غير صادق أو ساخر. من أهم الأشياء التي يرغب فيها الأطفال أن يكون والديهم صادقين معهم في محبتهم ودعمهم وحتى نقدهم البناء.

على سبيل المثال: إذا غنى طفلك بشكل مروع في عرض للمواهب في مدرسته، يمكنك أن تقول: "أنا فخور بمدى شجاعتك في الوقوف أمام الجميع، وتذكرك كل الكلمات"، ولكن سيكون من غير الصحي أن تقول له أنه أبلى بلاءً حسنًا وأن صوته كان رائعًا.

تقول الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لمبالغات في المدح، وكذلك الذين يفتقرون للمدح هم أكثر عرضة لأداء مدرسي ضعيف، وحالات اكتئاب أكبر من هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لمدح منطقي يعكس الواقع بشكل مناسب.

إن قول أشياء إيجابية لأبناءنا هو أمر جيد ولكن ليس بالضروري أن يكون ذلك مدحًا  لا يعكس الواقع  طوال الوقت. قم بالإشارة دائمًا إلى تصرفات وسلوك الطفل، ولا تمدح الطفل نفسه، فالأمر دائمًا متعلق بزيادة السلوك الحسن، وكون الطفل جيد لا يُعد سلوكًا بالنسبة للطفل، فيتوجب علينا دائما شرح السلوك الذي نمدحه.

الهدف في النهاية هو جعل الثناء ذا مغزى، وإظهار السمات التي نقدرها للأطفال، والجوانب التي يتم مدحهم بشأنها مثل: العمل الجاد، أو مساعدة الآخرين، أو أن تكون مفيدًا، أو أن لا تجرح الآخرين. يجب على الآباء أن يتوقفوا عن التفكير في المدح والثناء كوسيلة لبناء تقدير الذات لدى الأبناء، لأنه لا يفعل ذلك. ولكن يمكن أن يكون المدح وسيلة لتعزيز السمات والسلوكيات المحددة التي نريد ترسيخها في أطفالنا والتي تساعدهم أن يكونوا أكثر نجاحًا.

0 تعليقات