بعد الانفصال I الرجل أم المرأة أسرع في التعافي من الانفصال؟


بعد-الانفصال


الانفصال واحد من أصعب التجارب الحياتية التي قد يمر بها الإنسان وبصرف النظر من يكون أكثر تضرراً من الانفصال فهو شعور لا يحب أي من الطرفين أن يشعر به. ولكن من يتعافى أسرع بعد الانفصال؟ الرجل أم المرأة؟ سنكتشف هذا سوياً في هذا المقال.

التعافي الأسرع والإجابة المتوقعة

في البداية إذا قمت بطرح سؤالين الآن أولهما من يعاني أكثر عند الانفصال؟ الرجل أم المرأة؟ وثانيهما من يتعافى أسرع بعد الانفصال؟ الرجل أم المرأة؟ ستكون الإجابة بلا أدنى شك المنتظرة والتي أتوقعها بأن إجابة السؤال الأول ستكون المرأة والثاني ستكون الرجل ولكن الواقع شيء مختلف تماماً والحقيقة ستكون صادمة للجميع.

ماثيو هوسي خبير العلاقات البريطاني قام بإنشاء تصويت على السؤالين الماضيين على حسابه الشخصي على انستجرام قبل تسجيل مدونة صوتية Podcast مع ستيفين هوسي عن من يعاني بشكل أكبر بعد الانفصال وكانت الإجابة على السؤال الأول وهو من يعاني بشكل أكبر عند الانفصال أن 78 % من النساء يعانون بشكل أكبر في حين كانت نسبة معاناة الرجال بشكل أكبر عند الانفصال 22 % فقط , وكانت الإجابة على السؤال الثاني وهو من يتعافى أسرع بعد الانفصال بأن 64 % من الرجال تتعافى أسرع في حين 36 % فقط كانت الإجابة بأن النساء تتعافين أسرع.

تفسير الإجابات المتوقعة

تفسير هذه الإجابات بأن أغلبية المصوتين كانوا من النساء أو الرجال الذين لم يمروا بهذه التجربة من قبل أو حتى ليس لديهم شخص مقرب مر بها أو حتى لديهم شخص مقرب مر بها ولكن لم يتحدث عن الانفصال معه وهذه من النقاط المهمة جداً التي سترد لاحقاً في المقال.

دراسة مفاجأة عن التعافي من الانفصال

في دراسة قامت بها جامعة بنغامتون وجامعة كلية لندن سألوا فيها 5705 شخصاً من 96 دولة لكي يحددوا الألم العاطفي والجسدي للانفصال. الدراسة وجدت أن عند الانفصال المرأة تتأثر بصورة أكبر من الرجل عاطفياً وجسدياً ولكن المفاجأة التي وجدتها الدراسة بأن النساء تتعافى أسرع من صدمة الانفصال عن الرجال الذين في بعض الحالات لا يتعافون تماماً مهما مر على حدوث الانفصال من مدة.
فسرت الدراسة تأثر النساء أكبر عند الانفصال بأنهن عند الارتباط في علاقة عاطفية يستثمرون فيها بشكل أكبر من الرجال. التفسير السابق أثبتت دراسة قامت بها جامعة لانكاستر عدم صحته وعدم دقته.

استثمار الرجل في العلاقة أكبر

الدراسة التي قامت بها جامعة لانكاستر كانت عبارة عن نموذج يتم ملؤه إلكترونيا لتحليل الشخصيات من خلال إجابة المشاركين في الدراسة عن أسئلة في النموذج تتعلق بالتحدث عن مشاكلهم العاطفية والانفصال وقام بالإجابة على النموذج 184555 شخصاً.

على عكس المتوقع وجدت الدراسة أن الرجال يتحدثون عن الألم المتسبب فيه الانفصال أكثر من النساء وأنهم يطلبون المساعدة من خلال الإنترنت بعد الانفصال أكثر من النساء وهذا عكس ما توصلت إليه دراسة جامعة بنغامتون.



لماذا يطلب الرجل المساعدة العاطفية إلكترونياً بعد الانفصال؟

ماثيو هوسي في بودكاست تحدث عن شيء مهم نستطيع به تفسير نقطة لماذا الرجال يطلبون المساعدة العاطفية بشكل أكبر من خلال الإنترنت بعد الانفصال.

الرجال بعد الارتباط لا يستثمرون في بناء مجتمع حولهم ويكونون أقل اجتماعية ويبدأ اهتمامهم في بناء صداقات جديدة أو توطيد علاقات صداقة قديمة أقل بكثير من النساء وحتى لو استمروا في صداقاتهم تكون التجمعات ليس بها الكثير من الحديث المتعلق بالأمور الشخصية تكون تجمعات كلها مبنية على اللهو والاستمتاع بالوقت في ألعاب إلكترونية، مشاهدة فيلم في السينما، وأشياء من هذا القبيل.

الرجال في العموم لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم سواء الجيدة منها أو المؤلمة وهذا تفسير آخر لماذا يحتاج الرجال المساعدة إلكترونياً أكثر من النساء لأنهم يجدون هذه الوسيلة أفضل وأكثر راحة لهم من مواجهة شخص بمشاعرهم وجهاً لوجه.

على عكس النساء اللاتي تكون تجمعاتهم تكون بها الكثير من الحديث وأغلبها تكون أموراً شخصية فبالتالي عند وجود مشكلة وقرب الانفصال أو حتى حدوثه تجد النساء حولها من تتحدث إليهن والنساء كما وصفهم ماثيو هوسي فهم أكثر رثاءً وحزناً عند الحزن وخصوصا عند الانفصال ويكثرن من الحديث هنا وهناك عن فشل العلاقة وأسباب الانفصال ومدى الألم الذي تشعر به وبالتالي تظهر بأنها الأكثر تأثراً.

صدقاً المظاهر خادعة

الذي يزيد من الشعور الظاهري بأن المرأة متأثرة أكثر عند الانفصال هو اختلاف طبيعة الرجل عنها فهو لا يتحدث كثيراً سواء لأنها طبيعته أو لأنه لا يجد من يتحدث معه أو لأنه لا يريد أن يظهر متألم وضعيف فبالتالي هو يختار الانطلاق وأن يشغل نفسه بالكثير من العمل والأنشطة ويقنع نفسه بأن الركض سريعاً بعيداً عن أحاسيسه السلبية سيجعله يتخطى الانفصال ويتعافى أسرع وكل هذا يجعل من يراه يظن أنه تعافى سريعاً ولكن العكس صحيح تماماً.
هذا يفسر لماذا الرجال يكونون أكثر احتياجاً للمساعدة كما أظهرتها دراسة جامعة لانكاستر.

الفضفضة والتعافي الأسرع

من الأشياء التي تساعد النساء على التعافي أسرع هي الفضفضة التي أثبت الدراسات بأنها تساعد كثيراً على التعافي من الآلام وخصوصاً الآلام النفسية عكس التكتم والتظاهر بأنه لم يحدث شيء والانطلاق والمواصلة في الحياة.

سبب عدم تعافي الرجل بعد الانفصال

تفسر الدراسات أسباب عدم تعافي الرجال سريعاً بعد الانفصال بأن عقلية الرجال وسيكولوجيته تحلل أسباب الانفصال بأنه أصبح غير مرغوب فيه وبأن شريكته أصبحت لا تريده هو وليس رافضة للعلاقة في حد ذاتها وهذا يجعله محطماً داخلياً وهذا من الأسباب الأساسية التي تجعل الرجل يدخل في علاقة جديدة سريعاً لكي يحاول أن يزيل هذه الغصة من حلقه ويثبت لنفسه عكس ما يراوده في مخيلته وأن يشعر من جديد بأنه مرغوب فيه وأن المشكلة ليست فيه.

معتقدات خاطئة تزيد من صعوبة تعافي الرجل بعد الانفصال 

الرجال يجدون أنه وصمة عار أن يشاركوا مشاعرهم السلبية والتي قد تجعلهم يشعرون بالضعف وهو عكس طبيعة الرجل. ومما يزيد هذا الشعور لدى الرجال المعتقدات الخاطئة التي يرددها الجميع في المجتمع مثل مقولة " الرجال لا تبكي " فهذا يزيد من تكتم الرجل على مشاعره وآلامه خشية أن ينظر إليه المجتمع نظرة ضعف وأنه ليس رجلاً لأنه يبكي مثل النساء أوليس الرجل كائن حي يتأثر؟ هل البكاء من شيم الضعفاء فقط؟

نتيجة طبيعية لكل هذا وجدت الدراسات بأن نسب انتحار الرجال بعد الانفصال تزيد بثماني مرات عن نسب انتحار النساء بعد الانفصال وهذه نسبة كبيرة للغاية وتفسيرها سهل وواضح للغاية بعد كل ما يعانيه الرجل عاطفياً بعد الانفصال.

مدة التعافي بعد الانفصال

الدراسات أظهرت بأنه إذا أردت أن ترى التأثير الحقيقي على كل من الرجل والمرأة بعد الانفصال , عليك أن تنتظر من 3 :6 شهور وحينها ستستطيع أن تجد الحقيقة وهي بأن المرأة بعد هذه المدة تكون سعيدة تشعر بالراحة وبدأت في التعافي الكامل والرجل يكون حزيناً، متألماً، وحيداً، لم يتعاف واحتمالية ألا يتعافى مطلقاً كبيرة للغاية.

البراعة لدى المرأة والقصور لدى الرجل 

الخلاصة هي أن المرأة بارعة في التعبير عن مشاعرها وناجحة في تكوين مجتمع حولها يستمع لها وفي كثير من الأحيان يساعدها على قرار الانفصال وتكون أكثر استعداداً وجاهزية له أما الرجل فهو ليس لديه البراعة في التعبير عما بداخله وبعد الارتباط خاصةً لا يكون لديه من العلاقات التي تسمح له بالحديث عما يدور بداخله عند الانفصال فيعالج هذا بالانطلاق والانشغال بالكثير من الأنشطة التي يراها الجميع هي دليل على تعافيه ولكن العكس هو ما يحدث بداخله وقد يصل الأمر إلى عدم التعافي الكامل.

نقطة ومن أول السطر

كل ما تم التطرق له ليس بقاعدة ثابتة تطبق على جميع العلاقات وجميع الرجال والنساء ولكن هي الأغلب حدوثها ويجب أن يدركها الرجل والمرأة جيداً حتى يحاولا أن يحافظا على وجودهما معاً لما قد يسببه الانفصال من تغير كامل في حياتهما والتأثير بالسلب على كل طرف منهما وأيضاً من الوارد جداً أن الأذى النفسي لا يطولهما هما فقط ولكن قد يمتد ليطول المقربين منهما وأيضاً الشخص الذي سيدخل حياتهما بعد ذلك قد يتضرر.

1 تعليقات